شرعت مدينة طنجة في تنفيذ مشروع رائد لتعزيز الأمن الحضري وتنظيم السير عبر استخدام أنظمة مراقبة ذكية، في إطار شراكة استراتيجية تمت المصادقة عليها خلال دورة مجلس جماعة طنجة لشهر ماي 2024.
ويتضمن المشروع تركيب 533 كاميرا مراقبة فائقة الوضوح موزعة على 111 موقعاً رئيسياً في مختلف أنحاء المدينة، مع إنشاء شبكة ألياف بصرية تمتد لمسافة 20 كيلومتراً لربط الأجهزة بمركز تحكم حديث يقع بمقر ولاية الأمن.
وسيتم تجهيز مركز التحكم بتقنيات متطورة لتحليل البيانات الواردة من الميدان بشكل فوري، مما يتيح الاستجابة السريعة للحوادث الأمنية وإدارة حركة المرور بفعالية أكبر. كما يشمل المشروع تعزيز البنية التحتية التقنية بأنظمة اتصال وشبكات كهربائية لضمان استمرارية تشغيل الأجهزة.
ويهدف المشروع، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 136 مليون درهم، ممول من جهات متعددة، مع مساهمة جماعة طنجة بمبلغ 54 مليون درهم، إلى توفير بيئة آمنة للساكنة والزوار، إلى جانب تحسين انسيابية حركة النقل عبر اعتماد إشارات مرور ذكية قادرة على التكيف مع تدفق المركبات في الوقت الحقيقي.
وتسعى هذه المبادرة أيضاً إلى تنظيم أماكن وقوف عربات النقل والشحن، بما يقلل من الاختناقات المرورية في المناطق الحضرية المكتظة.
ويرى مسؤولون أن المشروع يشكل “نقلة نوعية في تدبير الأمن والسير والجولان بالمدينة”، مؤكدين أنه يأتي في سياق رؤية وطنية تهدف إلى توظيف الابتكارات الرقمية في تحسين جودة الحياة وتعزيز الشعور بالأمان.
ويعد هذا المشروع جزءاً من استراتيجية أوسع لتطوير المدن الذكية في المغرب، خاصة أن طنجة تُعد مركزاً اقتصادياً وسياحياً بارزاً.
ويُرتقب أن يتم تشغيل الأنظمة الجديدة تدريجياً خلال الأشهر القادمة، مع آمال بأن تصبح المدينة نموذجاً مرجعياً في اعتماد التكنولوجيا الحديثة لتطوير بنيتها الحضرية.
ويُعتبر المشروع خطوة متقدمة نحو تحقيق تنمية مستدامة في طنجة، تتماشى مع التوجهات الدولية الرامية إلى بناء مدن أكثر أماناً واستدامة من خلال حلول رقمية مبتكرة.