تشهد العديد من المدن المغربية تفاقمًا في معاناة مرضى السل نتيجة نقص أو غياب الأدوية اللازمة لعلاج هذا الداء، وهو ما أثار موجة من الاستياء بين المرضى والعائلات المتضررة.
ولا تعد هذه الأزمة الأولى من نوعها؛ حيث تم سابقًا توجيه أسئلة كتابية من عدد من البرلمانيين إلى وزارة الصحة لمعرفة أسباب هذا النقص المستمر.
وأكد عدد من المرضى أن الأدوية التي تقدمها المستوصفات لم تعد تغطي سوى أسبوع واحد فقط، بعد أن كانت تُصرف لهم كميات تكفي لشهر أو أكثر.
هذا الوضع يجبر العديد من المرضى على التوقف عن تلقي العلاج، وهو ما قد يزيد من حدة انتشار المرض ويهدد بظهور حالات جديدة أكثر خطورة.
الخبير الصحي والباحث في النظم الصحية، الطيب حمضي، حذر من العواقب الوخيمة لهذا التوقف الإجباري عن العلاج، معتبرًا أنه يشكل “انتكاسة كبيرة” قد تؤدي إلى ظهور ما يُعرف بالمرض المقاوم للأدوية، مما يسهم في انتشار أوسع للمرض ويزيد من صعوبة احتوائه.
وفي سياق متصل، كانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أعلنت في وقت سابق عن أرقام تكشف عن انتشار متزايد للسل في مدينة طنجة، وبالأخص في عمالة طنجة.
ووفقًا لتصريحات الوزارة، فقد تم تسجيل 2380 حالة إصابة بالسل بمختلف أنواعه، منها 1309 حالة إصابة بالسل الرئوي، وذلك في الفترة الممتدة من يناير إلى نوفمبر 2023.
وأمام هذا الوضع المقلق، تحركت الوزارة بتسخير طاقم طبي متخصص للتعامل مع تفاقم الأزمة. وقد شمل هذا الطاقم حوالي 40 إطارًا طبيًا، بينهم 20 طبيبًا مختصًا و5 ممرضين متعددي الاختصاصات، بالإضافة إلى 8 ممرضين تقنيي المختبر.