أعلن عدد من المغاربة عن حملة تضامن واسعة الانتشار، لمواجهة تداعيات فيرس “كورونا”، خصوصا بعد قرار إغلاق المطاعم والمقاهي والأماكن الرياضية والترفيهية.
شباب يوزعون منتوجات غذائية على أُسر أحيائهم الفقيرة، ونشطاء يتكلفون بمساعدات مالية لفائدة مواطنين آخرين فقدوا عملهم.. “إبداع في التضامن فاجأ الجميع”.
وأمام حجم التضامن المتزايد، لم يبق المسؤولون والأثرياء مكتوفي الأيدي، بل أعلن عدد منهم عن تبرعات لفائدة الصندوق المخصص لمواجهة الفيروس، ما جعل حجم الدعم في يوم واحد يفوق 13 مليار درهم.
والثلاثاء، صدر في الجريدة الرسمية القرار الذي تم بموجه إحداث “الصندوق الخاص”، رصد له مبلغ 10 مليارات درهم؛ لـ”التكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية”.
وسيدعم الصندوق أيضا “الاقتصاد الوطني، من خلال مجموعة من التدابير التي ستقترحها الحكومة، خاصة القطاعات الأكثر تأثرا بفعل انتشار كورونا، كالسياحة، والتخفيف من التداعيات الاجتماعية للأزمة”.
دفع أجور عمال متضررين
منذ الإعلان عن إغلاق المطاعم والمقاهي والأماكن الرياضية والترفيهية، اختار أرباب عمل دفع أجور العمال إلى غاية استئناف العمل.
وقال نور الدين بنريجلة، مالك مقهى، عبر صفحته على “فيسبوك”، إنه سيتكلف بدفع أجر العاملين في المقهى إلى غاية فتحها من جديد.
هاشم حمزة، شاب مغربي؛ وضع هاتفه الخاص بصفحته على فيسبوك، لفائدة المواطنين ضعيفي المناعة من أجل مساعدتهم على شراء أدوية أو سلع أو جلبها لهم.
وعلى نفس طريقة هاشم ونور الدين، أطلق عدد من النشطاء، مبادرات فردية وجماعية للتضامن، غزت منصات التواصل الاجتماعي.
كما أعلن عدد من المواطنين تخليهم عن مستحقات كراء شقق على ذمة عمال فقدوا وظائفهم.
الشباب في الواجهة
وارتفعت أسهم الشباب خلال هذه الفترة، عبر عدد من المبادرات الفردية والجماعية.
واختار شباب بحي عيساوة بمدينة تطوان؛ التطوع للتسوق لفائدة كبار السن وللأشخاص ضعيفي المناعة خوفا عليهم من الإصابة بكورونا.
ووضع هؤلاء الشباب هواتفهم رهن الإشارة للمساعدة والتعاون، ولمن يستطيع الدعم في المواد الغذائية، ونجحوا في إيصال منتجات غذائية للعديد من الأسر.
ودعا الناشط ياسين بلهادي، أحد المشرفين على إدارة صفحة للتضامن، عبر فيسبوك، إلى تقديم الدعم في هذه الفترة الصعبة.
وقال إنها “أيام حرب ضد عدو مجهول، كلنا مجندون للدفاع عن بيوتنا وأولادنا”.
وأوضح بلهادي أن هذه المبادرة تأتي لمساعدة الأسر المعوزة قدر المستطاع.
“هاشتاغات” للتضامن والتوعية
وأطلق مغاربة عددا من الوسوم (هاشتاغات) مثل: “مبادرات مواطنة، حنا معاك خليك فِدارك”.
وفي هذا الصدد، قال الناشط شكيب بوكام، إن “هذه المبادرات تبين المعدن النفيس الذي يتمتع به المغاربة وروح التضامن والتآزر والتعاون التي تميزهم”.
وأضاف “أشياء تثلج الصدر وتفرح القلب والروح، هذا بالإضافة إلى العديد من المبادرات التي اشغتل أصحابها من خلال الواتساب فقط، ناهيك عن عشرات المبادرات الفردية”.
للرياضة نصيب
الرياضيون انخرطوا في المبادرات، حيث أعلن الطاقم التقني ولاعبو نادي نهضة الزمامرة، تبرعهم براتب شهر لصندوق محاربة كورونا.
بدوره، أعلن اللاعب المغربي عبد الرزاق حمد الله، في صفوف النصر السعودي، تكلفه بـ1000 أسرة مغربية محتاجة في ظل الظروف الصعبة التي يجتازها بلده.
13 مليار درهم في يوم واحد
وبلغت المساهمات التي تقدم بها وزراء وبرلمانيون وأثرياء وشركات في يوم واحد، 13 مليار درهم لفائدة الصندوق المخصص لمواجهة كورونا.
وقررت الحكومة والبرلمان، إقرار مساهمة الوزراء والبرلمانيين، بأجرة شهر واحد، في صندوق مالي خاص لتدبير ومواجهة الوباء.
وانخرط أيضا مسؤولون آخرون وقضاة وإعلاميون للائحة المتضامنين.
تضامن المغتربين
حملة التضامن تعدت حدود البلاد، ووصل صداها إلى المغتربين المغاربة في الخارج.
وقال المختار العبدلاوي، الباحث المغربي في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بقطر، “سأتكفل بعشر أسر إلى حين عودة الأمور إلى طبيعتها”.
وأضاف العبدلاوي، في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك، “كوني من أبناء الجالية المغربية في الخارج، فإنني أدعو جالية العالم لخلق حالة من التضامن مع إخواننا الذين تضرروا جراء الإجراءات المتخذة بسبب كورونا، والتكفل بعدد من الأسر المعنية بذلك”.