عمالة المضيق الفنيدق .. عندما تسيء المؤسسات الإعلامية المحلية الى صورة الوطن ، أي دور وأي مبررات .
عرفت المنطقة أول أمس ، وقفة احتجاجية نظمتها ساكنة العليين للمطالبة بحل ملف التعمير المتعثر بجماعة العليين ، نظرا لكون جل شباب المنطقة يمتهنون حرفا ذات صلة بأنشطة البناء ، الأمر الذي انعكسا سلبا على وضعهم إجتماعيا و إقتصاديا ، ناهيك عن عدم تمكن شريحة واسعة من الحصول على رخص للبناء نتيجة سوء تدبير الملف على مستوى الجماعة و الإكراهات الموازية التي يعانيها القطاع .
للتتفاعل السلطات المحلية بجماعة العليين والسلطات الإقليمية مع مطالب الساكنة لينعقد بعدها اجتماع مساء أمس جمع بين ممثلي الوكالة الحضرية وممثلي السلطات الاقليمية وتقني الجماعة وأخرون بمعية مجموعة من أفراد الساكنة المقدر عددهم ب 20 فردا لأجل حصر المطالب وتحديد الأولويات على ضوء ما تمت مناقشته في اللقاء .
الوقفة شهدت تفاعلا ملحوظا وانتشر الخبر على نطاق واسع غير أن دواعي الوقفة ودوافعها تم تحويرها ، لتتحول من واقع مطالبة الساكنة بالبث في ملفات التعمير وما يرافقها من انعكاسات وما ينتج عنها من إكراهات هي بالضرورة تحصيل حاصل لسوء التدبير ، الى تعاطٍ ذا طابع أخر أساسه تصيد الفرص ، هذا ما أكدته طبيعة تفاعل مجموعة من الصفحات ووسائل إعلامية حرصت على تغطية الحدث بما يخدم سياسة حصد الجيمات واللعب على وتر العاطفة قصد تفاعل أكبر حتى والو بتسويق الحدث في سياق غير سياقه .
نتائج مثل هكذا ممارسات الغير محسوبة النتائج ترجمها بشكل جلي مقال بجريدة الفارو بسبتة ، حيث أنها وحسب ما جاء في مقال لصحفية تدعى ” ايسابيل خيمينيس ” أن ساكنة العليين خرجت نتيجة اغلاق معبر سبتة وأن الساكنة التي كانت بالوقفة الإحتجاجية كانت من “العمال المتجمعون عبر الحدود ” حيث نسبت الخبر الى جريدة محلية نشرت مقطعا مصورا لاحدى المشاركات بالوقفة تعبر فيها عن واقعها كونها عملت في مدينة سبتة منذ عام 2004 وحتى إغلاق معبر تراخال بسبب فيروس كورونا ، وقد عبرت الصحيفة بالقول ” وخلف هؤولاء المتأثرين هناك قصص مأساوية في اشارة الى إحدى المصرحات بكونها كانت تتلقى المساعدة في سبتة وهي الأن في المغرب لاحول لها ولا قوة ولا امل وهو سبب دفعها مع البقية الى التجمع للإحتجاج ، لتنهي الصحيفة مقالها ب ” الوضع مقلق لآلاف العائلات التي اعتمدت على التجارة عبر الحدود ولا تجد الأن بدائل عمل في بلادها ”
في مثل نتيجة كهاته وفي ظل ترصد مكشوف من طرف الإعلام بسبتة ، أما كان يجدر بوسائل الإعلام المحلية أن تركز على دوافع ودواعي الوقفة المتمثلة في إيجاد حل لمشاكل التعمير في ظل تعطل مصالح المواطنين ؟ أما كان من الأدعى والأصح أن تركز وسائل الإعلام على طبيعة تواصل المؤسسات مع مطالب الساكنة وما يصرح به المسؤولون الذين حضروا لعين المكان للتدخل والحوار ؟ أما كان من المفترض أن تعمل وسائل الإعلام على تسليط الضوء على المطلب الأساسي للوقفة المتمثل في حلحلت مشاكل التعمير وإيجاد حل لها وبالتالي توفير مناصب شغل للعديد من الساكنة الممتهنة للأنشطة المرتبطة بالبناء ؟ أما كان من المفترض تجنب المتاجرة بمأسي بعض المشاركين بالوقفة والتركيز على مطالب الجمع عوض الانفراد بالأفراد وجرهم نحو تحوير المطلب الأساسي الى تمظهرات نتائج مشكل التعمير في الوقت الذي كان من المفترض تغطية ما يقدمه المسؤولون من حلول وما طبيعة تفاعل الساكنة مع المسؤولين ؟ .
ليطرح سؤال قيمي وأخلاقي ومهني هاهنا بعد تمرير مغالطات من طرف من ركزو على غير ما خرجت لأجله الساكنة ، وبعد أن تم الركوب على الحدث من طرف مؤسسات اعلامية اجنبية !! ماذا استفادت الجهات المقتفية لمثل هكذا أساليب غير التشويش والاساءة لهذا الوطن وتحميل وقفة احتجاجية لها دوافع غير الدوافع التي سوقوا اليها ؟ أما كان من الأجدى التركيز على صلب مطلب الوقفة والتركيز على طبيعة تواصل المسؤولين بمعية الساكنة ، وتأجيل طرح المشاكل الفردية التي تغلب عليها الظروف ذات الطابع الشخصي والانساني الى مقابلة فردية عوض عرضها في سياق وقفة احتجاجية بريئة من الموضوع الذي نسب اليها من طرف اعلام اجنبي نتيجة هفوة مهنية كانت ذا ثمن باهظ ، والنتيجة ” ساكنة العليين كانو ثلة من العمال العابرين للحدود يطالبون بتوفير فرص شغل نتيجة أزمة خانقة ” .