رغم الشعارات التي ترفعها الحكومة من أجل سواحل نظيفة، آخرها ما دعت إليه وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، بإعلانها أن المغرب ذهب بعيدا فيما يخص برنامج “ساحل بدون بلاستيك”، والذي يتماشى مع الجهود المبذولة في إطار المخطط الاستعجالي الوطني لمحاربة التلوث البحري الطارئ، إلا أنه على يبدو فإن مدينة العرائش غير معنية بهذه البرامج الحكومية.
فقد تفاجأ المواطنون في العرائش يوم الجمعة 09 ماي الجاري، بتغير طرأ على مياه شاطئ الماجديد، وتحوله إلى اللون الأحمر القرمزي. وأدى تحول مياه شاطئ الماجديد إلى اللون الأحمر القرمزي الغريب، وكذا مشاركة العشرات من الصفحات الفايسبوكية فيديو يظهر أنابيب الصرف الصحي العارية، وهي تلقي مياه حمراء على غير العادة، إلى دخول شكوك في نفوس المواطنين.
مصادر من عين المكان، أفادت أن البقعة الحمراء الغريبة ظهرت بشكل مفاجئ وغير مسبوق، وامتدت على مساحة واسعة من مياه الشاطئ الصخري الموجود وسط المدينة قرب أحياء سكنية، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من تدهور الوضع البيئي في المدينة، خاصة وأن عدداً من شواطئ مدينة العرائش مصنفة ضمن المناطق غير الصالحة للسباحة، بفعل التلوث المزمن الذي تعاني منه.
وفي هذا السياق، إستنكرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش، ما وصفته بـ”الكارثة البيئية” التي ستدمر الثروة السمكية المعروفة بها سواحل العرائش، محمّلة الجهات المعنية مسؤولية الكشف عن الحقيقة ومحاسبة المتورطين. كما طالبت بتسريع أشغال مشروع التطهير السائل الذي تشرف عليه وكالة لاراديل منذ سنوات طويلة، مع ضرورة تقديم توضيحات شفافة للرأي العام.
وعلمت جريدة طنجة 24 أن لجنة مختلطة ترأسها باشا العرائش، تضم تقنيين من الوكالة المستقلة للماء والكهرباء والتطهير السائل “لاراديل”، إلى جانب ممثلين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” والسلطات المحلية، قامت يوم الجمعة 9 ماي بمعاينة الوضع والقيام بجولة ميدانية، شملت عدداً من الشركات، خاصة بالحي الصناعي، إلا أن أي بلاغ رسمي لم يصدر إلى حدود اللحظة، ما زاد من قلق الشارع المحلي وأجج حالة الغضب الشعبي.
ويعاني سكان منطقة جنان بوحسينة والناباص وجامع جديدة، منذ سنوات طويلة، من وجود شلال من المياه العادمة، تصب مباشرة في شاطى الماجديد الذي تحولت رماله إلى اللون الأسود من كثرة القاذورات والنفايات، ولأول مرة تتحول للون الأحمر القرمزي، ومكتب أحد المعلقين ” لقد أصبح (شلال الماجديد) نقطة سوداء غير مرغوب فيها من طرف ساكنة العرائش، خاصة الأحياء المجاورة له، لأنه أصبح يساهم وبشكل كبير في تلوث الماء والهواء.