تتسارع الاستعدادات في مدينة طنجة، لاستقبال احتفالات رأس السنة الميلادية، حيث تواصل المؤسسات السياحية، من فنادق ومطاعم ومرافق ترفيهية، تجهيز عروض مميزة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، لا سيما من إسبانيا وأوروبا.
وفي وقت تشير توقعات الى وفود كبير للسياح خلال هذه المناسبة، تعمل العديد من المؤسسات السياحية على تنويع الأنشطة التي تقدمها لتناسب مختلف الأذواق، من الفعاليات الثقافية والموسيقية إلى العروض الخاصة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
وتأتي هذه الاستعدادات في وقت تُظهر فيه الأرقام أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة قد حققت نتائج إيجابية على الصعيد السياحي خلال العام 2023. فقد تمكنت من تعزيز مكانتها في بورصة السياحة الوطنية، حيث استقطبت نحو 13.64% من إجمالي السياح الوافدين إلى المغرب، متفوقة بذلك على جهات أخرى مثل الدار البيضاء-سطات.
وتشكل هذه النتائج ثمرة عدة عوامل، منها تطوير البنية التحتية، وزيادة عدد الوحدات الفندقية، ورفع الطاقة الاستيعابية للمؤسسات السياحية، التي أصبحت تضم أكثر من 19 ألف سرير فندقي، بزيادة تقدر بحوالي 1500 سرير مقارنة بالأعوام السابقة.
مع اقتراب موعد احتفالات رأس السنة، تتوقع الهيئات المتدخلة، أن تستقطب المدينة آلاف السياح الجدد ما يعزز من حركة السياحة ويعطي دفعة قوية للاقتصاد المحلي.
من جانبها، تستعد الفنادق الكبرى والشركات السياحية لتقديم عروض وخصومات لجذب المزيد من الزوار، بما في ذلك تنظيم حفلات موسيقية وفنية، إضافة إلى تنظيم جولات سياحية لزيارة معالم المدينة الشهيرة، مثل المدينة القديمة وساحة 9 أبريل والقصبة، حيث يتناغم التاريخ مع الحداثة.
وقد ساعدت السياسات الحكومية الداعمة لهذا القطاع، مثل تحسين النقل واللوجستيك، على تعزيز قدرة المدينة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار.
وإضافة إلى هذا النمو السياحي، فإن طنجة تشهد أيضاً اهتماماً متزايداً من المستثمرين الدوليين، الذين يسعون للاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية الواعدة للمدينة.
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها القطاع السياحي في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، إلا أن المدينة تواصل التألق بفضل استثمارات جديدة في البنية التحتية السياحية والترفيهية، مما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات في شمال إفريقيا.
ويتوقع أن تستمر هذه الديناميكية في السنوات المقبلة، مما سيعزز من مكانة طنجة كمدينة سياحية رائدة، ويسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الإيرادات السياحية وخلق المزيد من فرص العمل في هذا القطاع الحيوي.