قدم الفنان المسرحي الشافي الطالي، عرضا مسرحيا قصيرا بالشرفة الأطلسية “بالكون أطلنتيكو”، بمدينة العرائش. العرض نال استحسانا كبيرا وردود فعل إيجابية مستمرة إلى حدود اليوم، والذي جاء ضمن إحتفالات المغرب بشهر التراث، وكذا اليوم العالمي للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، الذي يعد فرصة للتذكير بأهمية التراث الثقافي المادي وغير المادي لبلدنا المغرب.
وجسد الفنان الشافي الطالي، دور سيدي بوقنادل بالعرائش، وهي الشخصية التي سمىت عليها بطاريات دفاعية كان بناها سلطان الدولة العلوية سيدي محمد بن عبد الله، لحماية المغرب من غزوات الدول المعادية. ويتهددها حاليا الزوال بسبب مخاوف من مشروع ترميم وتهيئة الشرفة الأطلسية الذي تخشى ساكنة العرائش من عدم إصلاحها، ويطالبون بإعادتها لحالتها الأولى، ودمجها في مشروع الإصلاح الجديد الذي تشهده الشرفة الأطلسية.
وقال الشافي الطالي إن شخصية سيدي بوقنادل حارس الثغور، شخصية تاريخية لعبت دورا مهما في حماية ثغور العرائش وسواحل المغرب، وكان يرشد السفن المغربية والصديقة لدخول مرسى العرائش بكل آمان وإطمئنان، حتى لا يصطدموا بالصخور، قبل أن يتم إختراع وبناء منارة العرائش على المحيط الأطلسي والتي أضحت تلعب هذا الدور.
الجدير بالذكر أن الدكتور إدريس شهبون، أستاذ التعليم العالي، دعا إلى ترميم وتدعيم وإعادة الاعتبار إلى بطاريات سيدي بوقنادل، وذلك للأهمية التاريخية والأثرية التي تميزها، داعيا إلى ضرورة المحافظة عليها، وتثمينها بإدماجها في برنامج التهيئة التي ستعرفها الشرفة الاطلسية، كونها رمز من رموز تراث المدينة المرتبط بالنشاط البحري، يضيف الدكتور شهبون.
وتحكي الرواية التاريخية أنه خلال القرنين 18 و19 الميلاديين تعرضت مدينة العرائش لعدة غارات بحرية، قامت بها دول أوروبية مختلفة، لذلك كان من الضروري تعزيز منظومتها الدفاعية. وبعد قصف الأسطول الفرنسي لسواحل مدينة العرائش عام 1765 والتي أدت إلى مقتل الآلاف من المغاربة، قام سلطان الدولة العلوية سيدي محمد بن عبد الله، ببناء مجموعة من البطاريات لتدعيم واجهة العرائش البحرية. فتم تشييد 6 بطاريات مجهزة بمدافع، ومنها بطارية سيدي بوقنادل التي تقع على شاطئ البحر مباشرة أسفل الجرف الذي يحد المدينة من الغرب، وبالقرب من حصن القبيبات.
وكانت هذه القاعدة المدفعية تحمي مدخل المرسى وأيضا العيون المائية الموجودة بالموقع. ولهذا البناء العسكري المستطيل الشكل ( 20 متر / 6 متر ) باب رئيسي في الجهة الشمالية، وفتحات مخصصة للمدافع ودرابزينات، ومصف للمدافع. وبالقرب منه يوجد قبر السيد المكلف والذي كان بواسطة القنديل، يرشد المراكب والسفن الداخلة لمرسى العرائش.