غيبت الظروف الاستثنائية المتسمة بتفشي جائحة كورونا، بشكل لافت أجواء احتفالات عيد المولد النبوي، التي اعتادت مدينة طنجة على إحيائها سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي خلال السنوات الماضية.
وبدت أجواء ليلة ذكرى المولد النبوي، باهتة في مختلف الأحياء التي غابت عنها جميع المظاهر الاحتفالية التي دأب السكان على تنظيمها بشكل عفوي كل سنة، على غرار مواكب الشموع التي تجوب أزقة الأحياء وشوارعها مع ترديد الأناشيد والأهازيج الشعبية التي تتغنى بالرسول صلى الله عليه وسلم.
ولم تكن السلطات المحلية، بحاجة إلى الإعلان بشكل مباشر عن أي إجراءات لمنع أي أشكال احتفالية، إذ كان من الواضح لدى ساكنة الأحياء، أن تنظيم هذه الطقوس السنوية، غير ممكن هذه السنة، على اعتبار الظرفية الاستثنائية التي تعيشها المدينة كما باقي مناطق المملكة.
وخلت المساجد والزوايا، من إحياء أمسية “التباشير” الكبرى، حيث اقتصر نشاط هذه المرافق على فتح أبوابها أمام المصلين لأداء صلاة العشاء وفق الإجراءات الاحترازية المعمول بها، مع إغلاقها مباشرة بعد الانتهاء من الشعيرة.
بدورها، تفادت السلطات المحلية، تنظيم الاحتفالات الرسمية بمناسبة عيد المولد النبوي، التي عادة ما يترأسها والي الجهة وعمدة المدينة ويحضرها شخصيات مدنية وعسكرية في أحد المساجد الرئيسية بالمدينة.
وتُعدّ طنجة، في طليعة المدن المغربية، التي تأخذ فيها احتفالات المولد النبوي أبعاد مختلفة حافلة بالروحانية، حيث تبدأ مع مستهل شهر ربيع الأول، وتمتد لبضعة أيام بعد ذكرى المولد النبوي (12 ربيع الأول)، وتتوج في اليوم السابع من الذكرى على موعد مع موكب الهدايا.