أرخى تفشي جائحة “كوفيد-19” بأجواء استثنائية على استعدادات إحياء ذكرى عيد المولد النبوي الشريف، التي تحل بعد غد الخميس، في غياب معظم المظاهر الاحتفالية التي عادة ما ترافق هذه المناسبة الدينية.
وعلى عكس السنوات الماضية، لم تشهد المساجد والزوايا في مدينة طنجة، أي أشكال من الطقوس المعتادة في مثل هذه المناسبة، على غرار أماسي الذكر التي تنظم مع الإعلان عن ظهور هلال شهر ربيع الأول، وهو الأمر الذي يعزى إلى القرارات القاضية بمنع جميع التجمعات، درء لانتشار فيروس كورونا المستجد.
ويبدو أن السلطات العمومية، عازمة على منع الطقوس الاحتفالية التي تشهدها الأحياء والشوارع، إذ من المنتظر أن تشرع ابتداء من يوم غد الأربعاء الذي يصادف عشية حلول عيد المولد النبوي، في أجرأة تدابير احترازية مشددة، تهدف إلى منع التجمعات والتجوال خلال الفترة الليلية.
تجدر الإشارة، إلى أن الاحتفالات بذكرى عيد المولد النبوي الشريف، في مدينة طنجة، تتخذ طابعا موسميا فريدا من نوعه تنطلق فيه الطقوس المرتبطة بتلك المناسبة، وخاصة “التباشير” مع أول هلال شهر ربيع أول من كل عام هجري، وتمتد لعدة أيام بعد الثاني عشر من ذات الشهر.
وتمتد الاستعدادات لإحياء هذه، على عدة مستويات شعبية ورسمية، في تقليد راسخ في ذاكرة هذه المدينة العريقة، التي تعتبر في طليعة المدن المغربية، حرصا على إحيائها. حيث يبدأ سكان مدينة طنجة، استعداداتهم للاحتفال بمناسبة المولد النبوي، بتقاليد وطقوس خاصة، من التسوق، إلى المشاركة في حلقات ذكر والمدائح النبوية، على مدى 12 ليلة من ليالي ربيع الأول.