منظر مكتب باشا العرائش وهو غارق وسط أكوام من الأزبال، جال صفحات الفايسبوك جميعها. صورة بشعة جدا، تضرب في الصميم هيبة المؤسسات وتعطي للمواطن صورة مفادها أن الدولة عاجزة.
بمجرد أن يطل السيد الباشا من نافذة مكتبه سيجد الحاويات ممتلئة عن آخرها. وكتب معلقون بأنه مادام باشا العرائش غير قادرعلى إزالة الأزبال من أمام مكتبه، فما بال المواطنين العاديين المغلوب على أمرهم.
وقال الناشط الجمعوي أنوار الشرادي، إن تراكم الأزبال بهذا الحجم، سيؤدي لا محالة إلى إنتشار الأمراض، وسيهدد سلامة وصحة المواطنين. ووضع الشرادي المسؤولين في قفص الإتهام، محملا إياهم كامل المسؤولية عن الإهمال والتهميش الذي تعاني منه العرائش.
وطالب أنوار الشرادي من السيد عامل إقليم العرائش، بالتدخل العاجل لحماية المدينة وإزالة الخطر الذي يهدد الساكنة، محذرا من أن النفايات المتراكمة، ستضع البيئة في مهب الريح، وتتسبب في تدهور جودة الهواء بعد شروع بعد الأفراد في حرق أزبالهم.
من جانبه كشف الدكتور نورالدين سينان، رئيس الجمعية المغربية للبيئة والتنمية ، أن ملف النظافة أو تدبير النفايات الصلبة من طرف الشركة السابقة HINCOL ، يعود إلى حوالي 15 سنة، حيث كان الاعتماد في 2006 حوالي 400 مليون ليصل بعد 12 سنة إلى حوالي 2 مليار و400 مليون ، أي ضرب الاعتماد في 6 مرات في ظرف 12 سنة.
وأشار الدكتور سينان إلى أنه مادام أن ساكنة العرائش لم تتجاوز 140 ألف نسمة ،فهذا يعني أنها لم تزد إلا بحوالي 15./ . إذا، حسب رأيه ” ما الذي يفسر هذه الزيادة الكبيرة في الاعتماد المالي المخصص للنظافة”.
وسبق أن أجرى الدكتور سينان، بحثا ميدانيا عبر إستمارات وزعت على عينة من ساكنة العرائش، أثبتت نتائجها أن 80./. من ساكنة العرائش في عام 2010 ،تقرأن المدينة كانت أنظف بكثير قبل مجيء الشركة الألمانية Hincol.
وذكر نفس المتحدث، أنه وعلى ضوء تلك الدراسة “عملنا جاهدين على إلغاء هذه الاتفاقية”، وهو ما تم ، لكن مديرية الجماعات المحلية آنذاك رفضت القرار ،و يضيف نفس المتحدث، ” القرار جعلني أطالب برفع الملف لدى المحكمة الإدارية”، معربا عن أسفه لأن الأمر لم يتم لحد الأن، لأسباب ظلت مجهولة.”