بينما تشتد قساوة البرودة الشديدة التي تشهدها مختلف مناطق المغرب هذه الأيام، يبرز طبق “البيصارة” كخيار مثالي عند المغاربة الذين يبحثون عن وسيلة لمقاومة قسوة الشتاء.
وتنتشر أكشاك بيع البيصارة في زوايا الفضاءات الشعبية، ويزداد الإقبال عليها في البيوت أيضًا، حيث تحرص الأسر المغربية على تحضيرها في مواسم البرد. فلا شيء يضاهي طعمها اللذيذ والفوائد الصحية التي تقدمها في هذا الموسم.
وتتكون البيصارة بشكل أساسي من الفول المجفف أو البازلاء، وهي مكونات طبيعية غنية بالبروتينات النباتية التي تعزز مناعة الجسم وتمنحه الطاقة اللازمة لمواجهة البرد.
وتسهم هذه البروتينات في تقوية العضلات، فيما تعمل الألياف الموجودة في الفول على تحسين الهضم، مما يجعل البيصارة خيارًا ممتازًا لتوفير الراحة لجهاز الهضم في الأيام الباردة.
لكن البيصارة ليست مجرد غذاء غني بالبروتينات، فهي تضم أيضًا زيت الزيتون الذي يزود الجسم بالأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة لصحة القلب والشرايين. كما أن الثوم والكزبرة، اللذان يتميزان بفوائد صحية عديدة، يضافان إلى البيصارة لزيادة مناعة الجسم ضد الأمراض الشائعة في فصل الشتاء.
ومع كل رشفة من حساء البيصارة، يشعر المغاربة بدفء ينساب إلى أجسادهم، ليس فقط بسبب حرارة الطبق، ولكن أيضًا بفضل المكونات التي تدفئ الروح.
في أوقات الصباح الباكر أو المساء المتأخر، لا شيء يضاهي متعة تناول هذا الطبق الذي يمد الجسم بالحرارة ويشعر الشخص وكأنه في حضن دافئ، بعيدًا عن قسوة البرد.
ويتزايد إقبال الأسر المغربية على البيصارة في البيوت بشكل ملحوظ في هذه الأيام الجافة الباردة. ففي الكثير من المنازل، تحرص العائلات على تحضير هذه الوجبة التقليدية في بداية اليوم أو في العشاء، لتزويد أفرادها بالدفء والطاقة اللازمة.
وفي كل مرة تجتمع الأسرة حول طاولة البيصارة، يصبح هذا الطبق أكثر من مجرد غذاء؛ إنه لحظة من التواصل والمشاركة، حيث يتبادل الجميع الحديث بينما يتناولون وجبة دافئة تملأ البيت بالألفة.
ومع تزايد الإقبال على البيصارة، أصبحت جزءًا أساسيًا من ثقافة الشتاء في المغرب. هي لا تقتصر فقط على شوارع الأسواق الشعبية، بل أصبحت أيضًا تقليدًا في البيوت المغربية، حيث تعكس البساطة المغربية في أبهى صورها.
وفي ظل هذه الأجواء الجافة التي تجعل كل شيء يبدو بعيدًا عن دفء المطر، تصبح البيصارة أكثر من مجرد وجبة، بل رمزًا للعافية التي تعين المغاربة على مواجهة شتاءهم.