شكلت قضية “المرونة الحضرية” والمدن الذكية موضوعًا رئيسيًا في جلسة نقاش ضمن فعاليات “قمة ميدايز للاستثمار” المنعقدة اليوم في مدينة طنجة.
وفي هذا الإطار، ناقش المشاركون سبل تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة مثل التلوث، نقص المياه، والبطالة، مع ضمان التنمية المستدامة في المدن.
وخلال الجلسة، أكد آرثر مينسات، رئيس وحدة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مركز التنمية التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن المدن الذكية يجب أن تكون قادرة على جذب السكان والشركات دون التأثير على التوازن الاجتماعي والاقتصادي.
وأشار إلى أن القارة الإفريقية تواجه تحديات غير مسبوقة، منها النمو السكاني السريع الذي سيصل إلى 2.5 مليار نسمة بحلول 2050، مما يرفع من نسبة التحول الحضري إلى 65 في المائة.
وأضاف مينسات أن مدن إفريقيا الكبرى، التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة، ستواجه تحديات كبيرة في التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، حيث إن ثلثي المدن الإفريقية مهددة بمخاطر التغير المناخي.
من جانبه، أشار بيير هنري دومونت، نائب عمدة مدينة مارك الفرنسية، إلى أن المدن الذكية تقدم فرصًا لإدارة الموارد بشكل فعال، مثل المياه والنقل والنفايات.
لكنه حذر من مخاطر فقدان الهوية الفريدة للمدن بسبب التوسع العمراني السريع، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي تزيد من تكلفة المعيشة، مما يساهم في زيادة الفجوات الاجتماعية.
وشدد المشاركون على أهمية تبني سياسات شمولية تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية والاجتماعية في المدن الذكية، مع مراعاة احتياجات جميع السكان، بما في ذلك الفئات الأقل قدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية.
وتهدف هذه القمة، التي يشارك فيها أكثر من 250 شخصية رفيعة المستوى، إلى استكشاف سبل تعزيز مرونة المدن أمام التحديات البيئية والاجتماعية، وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق تنمية مستدامة.