تتصاعد حدة المنافسة بين سلسلة المتاجر المصرية “كازيون” والتركية “بيم” في مدينة طنجة، حيث تسعى الشركتان للسيطرة على سوق متاجر القرب بهذه المدينة ذات المكانة البارزة في قطاع التجارة.
ويكتسي دخول “كازيون” إلى السوق المحلي أسلوبًا “هجوميا” لافتا، مما يمثل ضغوطًا مباشرة على “بيم”، التي رسخت وجودها في المغرب منذ أكثر من عقد.
وفي غضون أسابيع قليلة من بدء نشاطها بالمغرب، افتتحت “كازيون” خمسة متاجر في أحياء مختلفة بطنجة، مستهدفة بشكل مدروس المواقع التي تتواجد فيها متاجر “بيم”.
ويلاحظ مراقبون، ان “كازيون” عمدت في بعض الحالات إلى افتتاح أكثر من متجر في نفس الحي الذي يوجد فيه متجر واحد لـ”بيم”، مما يزيد من حدة المنافسة بشكل واضح.
ويعتبر مراقبون أن هذه الاستراتيجية تعتمد على الاستفادة من النجاح الذي حققته منافستها التركية في تحديد الأحياء ذات الحركة التجارية النشطة، مع إضافة عنصر المنافسة السعرية لجذب الزبائن.
وتعتمد “بيم”، التي تسير أكثر من 15 متجرًا في المدينة، على قاعدة عملاء طويلة الأمد وخبرة تراكمت على مدى سنوات، لكنها تواجه تحديات كبيرة مع تقديم “كازيون” عروضًا ترويجية مكثفة وأسعارًا مخفضة تستهدف الفئات ذات الدخل المحدود.
ومن شأن هذه الاستراتيجية أن تجعل المنافسة بين الشركتين أشد ضراوة، حيث يحاول كل طرف جذب شريحة أوسع من المستهلكين.
وتشهد مدينة طنجة تطورًا متسارعًا في قطاع تجارة القرب، حيث تسعى السلاسل الكبرى مثل “كازيون” و”بيم” إلى تلبية احتياجات السكان بأسعار تنافسية وخدمات متنوعة.
لكن هذا التوسع يثير مخاوف التجار المحليين، الذين يعتبرون هذا الزخم تهديدًا لمحلاتهم التقليدية التي تعتمد على زبائن الأحياء الشعبية.
ولا تتعلق المعركة بين السلسلتين بحجم السوق، بل بجودة العروض والقدرة على قراءة احتياجات المستهلك المغربي المتغير. ومع استمرار “كازيون” في توسيع وجودها في المدينة، يبدو أن طنجة ستظل ميدانًا مفتوحًا لهذه المنافسة، التي قد تعيد رسم خريطة تجارة القرب في المدينة خلال السنوات القادمة.