تتمتع منطقة كوستا ديل صول، في أقصى جنوبي إسبانيا، بفترة ذروة انتعاش سياحي، يساهم فيها المغاربة بحصة كبيرة، في وقت تحولت فيه منطقة الجنوب الإسباني إلى وجهة مفضلة لشريحة واسعة من المغاربة لقضاء عطلة الصيف.
وتشير بيانات صادرة عن مؤسسات اسبانية، أن الفترة التي أعقبت عيد الأضحى، شهدت توافد أكثر من 50 ألف سائح مغربي على مناطق الجنوب الإسباني، من أجل قضاء ما تبقى من عطلة الصيف، وهو ما صاحبه طلب كبير على مختلف عروض الإقامة السياحية بالمنطقة، التي وصلت في أغلب الأحيان إلى نسبة ملء قاربت 100 بالمائة.
وتوفر منطقة كوستا ديل صول، في المجموع حوالي 350 ألف إقامة سياحية، تستأثر مقاطعة ملقة على 58.4 في المائة منها.
ويقول أرثورو بيرنال، المدير العام للسياحة بمنطقة كوستا ديل صول، إن الإستراتيجية التي ستعتمدها المصالح المختصة في قطاع السياحة، سوف تركز على “الجودة وليس الكم”، وذلك من خلال العمل على جذب سائح أكثر إنفاقا.
ويشير أرثورو، في تصريحات للصحافة الإسبانية، أن السياحة في بلده، استفادت من الأوضاع غير المستقرة التي تمر منها عدد من البلدان المنافسة، مثل تونس وتركيا ومصر، لافتا إلى أنه ليس من المستحيل المحافظة على معدلات النمو التي يسجلها القطاع لفترة طويلة.
بيد أن الرهان الذي أعلنه أرثورو بيرنال، لا يبدو بعيد المنال ، بالنظر إلى العديد من المؤشرات التي تؤكد ارتفاع نفقات السياح المغاربة، خلال مقامهم بالمنتجعات الإسبانية، إذ أن بلدة صغيرة مثل توريمولينوس (ملقة)، تستفيد من إنفاق ما لا يقل عن 150 أورو يوميا من طرف السائح المغربي الواحد في ادنى المستويات. وهذا يمثل معدلا يفوق ما ينفقه السائح الاسباني في المغرب، إذ لا تتجاوز نفقات السائح الاسباني 114 أورو يوميا.