مباشرة بعد صافرة نهاية مباراة المنتخب المغربي ونظيره الملاوي، والتي أعلن من خلالها الحكم البوروندي عن فوز أبناء الأطلس لأول مرة منذ 18 سنة في مرحلة خروج المغلوب، وتأهلهم للدور الموالي من كأس الأمم الأفريقية نشر الفنان المغربي نعمان لحلو على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي “انستغرام” منشورا يعلن من خلاله شروعه في اعداد أغنية حول هذا الإنجاز وهو الأمر الذي تلقاه المغاربة بكثير من السخرية والرفض.
وكشف نعمان الحلو من خلال المنشور أنه بدأ في التحضير لأنشودة عن “ملحمة أسود الأطلس” في الكان، ما دفع عددا من المشجعين للتفاعل مع الأمر بسرعة وحثه على التراجع عن هذه الخطوة التي كان المغاربة واضحين فيها منذ بداية الكأس، ورافضين لأي محاولة لتشجيع المنتخب بواسطة أغنية أو أنشودة كيفما كانت.
وقام عدد من المشجعين بمراسلة الفنان نعمان لحلو عبر صفحتيه بـ “فايسبوك” و”انستغرام” من أجل ثنيه، حيث تداول عدد منهم صورا للرسائل التي قاموا بإرسالها، والتي تضمنت عدد منها عبارات احترام وتقدير للفن الذي يقدمه هذا الأخير، موضحين له أن الأمر يتعلق بمبدأ الفرح عند النهاية وليس خلال الرحلة، وهو الأمر الذي يحدث حاليا، حيث أن المنتخب ما زال في منتصف الطريق وأمامه مباريات قوية في الأدوار المقبلة.
ورغبة منهم في إيصال صوتهم للفنان، قام بعض الأشخاص بخلق صفحة على موقع “فايسبوك” تحت إسم “عريضة ضد انشودة ملحمة اسود الاطلس لنعمان لحلو”، عبروا من خلالها عن رفضهم الشديد لهذه الخطوة، داعين باقي المغاربة للانخراط معهم وحث نعمان على التراجع.
وبهذا الخصوص، قالت كنزة حيسني الخضير، مشجعة للمنتخب المغربي، على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، أن المغرب يمتلك لقبا واحدا من سنة 1976، وأننا فزنا على الملاوي المصنفة في المرتبة 129 عالميا، كما أننا أقصينا من طرف ايران مصر البنين الملاوي تونس والغابون خلال السنوات الماضية، لذا من الغريب أن يقوم الفنان بإخراج أغنية في ظل هذه الظروف غير المشجعة.
من جهته طالب الصحفي المغربي بشبكة الجزيرة، محمد أحداد، من خلال منشور له، الفنان نعمان لحلو بالتعقل وضبط النفس، وذلك في سبيل الحفاظ على المكتسبات التي حققها المنتخب الى حدود اللحظة في كأس أمم افريقيا.
وفي تحليل لهذا السلوك غير المعهود، كشف محسن بنزاكور المتخصص في علم النفس الإجتماعي، أن الجمهور المغربي، الذي ظل لأكثر من 40 عاما يؤمن بفوز منتخبه باللقب، نهج هذه السنة سبيلا غريبا، يقوم على التشاؤم والنكران المتعمدين، حيث يختزل هذا الأسلوب في الترويج لفشل المنتخب وعدم الثقة في قدراته، على أمل أن يقع العكس.
واعتبر الأستاذ الجامعي، في تصريح سابق له، أن هذه الفكرة التي روجت لها بعض وسائل الإعلام الرياضية، وأصبحت تطغى على الرأي العام، تنبثق من الثقافة الشعبية، في إطار ما يسمى بطرد العين الشريرة أو إبعاد سواء الطالع عن اللاعبين.
وتجدر الإشارة الى أن المنتخب المغربي تغلب أمس الثلاثاء على نظيره الملاوي بهدفين لواحد، وبذلك تأهل للدور الموالي من كأس أمم إفريقيا والذي من المرتقب أن يواجه فيه الفائز في مباراة مصر وساحل العاج التي ستجرى اليوم الأربعاء على أرضية ملعب أحمد أهيدجو بالكاميرون.