لجأ سكان قرية ساحلية في شمال إسبانيا إلى خطوات غير تقليدية للحد من أعداد السياح الذين يتدفقون إليها، بعد أن أصبح التدفق السياحي يشكل عبئًا كبيرًا على حياة السكان المحليين وبيئتهم.
الأمر يتعلق بقرية “أو هيو” الشهيرة بشواطئها الجميلة ومناظرها الطبيعية الخلابة، مما يجعلها وجهة محبوبة للسياح من مختلف أنحاء العالم.
لكن مع تزايد أعداد السياح، بدأت تظهر مشاكل عديدة مثل تدهور البيئة، وزيادة النفايات، وضغوط على البنية التحتية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة للسكان المحليين.
وفي مواجهة هذه التحديات، أطلق سكان القرية حملة تحت شعار “لن تمروا”، وهي رسالة واضحة تعكس رفضهم لاستمرار التدفق السياحي غير المنضبط.
وكجزء من هذه الحملة، قاموا برفع الأسعار في المتاجر والمطاعم، وأغلقوا بعض الطرق التي تؤدي إلى المعالم السياحية الشهيرة، بالإضافة إلى تقليل عدد الخدمات العامة المتاحة للسياح.
كما تم تقييد وصول المركبات السياحية إلى بعض المناطق للحد من الازدحام المروري وتقليل التلوث.
وجاءت هذه الإجراءات الجديدة في سياق أوسع من النقاش حول السياحة المستدامة في إسبانيا، حيث بدأت مدن أخرى مثل برشلونة وجزر البليار أيضًا في اتخاذ خطوات لتقييد أعداد الزوار بهدف حماية المجتمعات المحلية.
وبينما تثير هذه الإجراءات استياء بعض السياح الذين يرونها غير مضيافة، يدعمها آخرون ممن يدركون أهمية الحفاظ على التوازن بين السياحة والتنمية المستدامة.
ويصر السكان المحليون في “أو هيو” على أن هذه الإجراءات ضرورية لحماية قريتهم من الآثار السلبية للسياحة الزائدة.
ويأملون أن تؤدي هذه الخطوات إلى تقليل أعداد السياح وجذب نوعية من الزوار تحترم البيئة والثقافة المحلية.ومع استمرار الجدل حول مستقبل السياحة في إسبانيا، تبدو “أو هيو” مصممة على إعادة التوازن إلى قريتها، وضمان أن تكون السياحة في المستقبل مستدامة ومراعية لاحتياجات المجتمع المحلي والبيئة.