في سنة 1844، بدأت خطط الاستعمار الفرنسي للاستيلاء على المغرب تتكشّف تحت ستار المستشار الفرنسي، ليون روش، الذي استغل إقامته في طنجة كغطاء لأنشطته الجاسوسية.
باستخدام دهائه ومكره، استطاع روش أن يتسلل إلى أروقة السلطة المغربية ويكشف أسرارها، وذلك من خلال شراء ذمم بعض المسؤولين ونشر الفساد بين صفوفهم.
تأثير روش لم يقتصر فقط على الاستخبارات، بل تعدى ذلك للإسهام في تحقيق انتصارات للفرنسيين ضد المقاومة الجزائرية وبالتالي زعزعة الاستقرار في المنطقة.
فتحت خططه الخبيثة الأبواب أمام فرنسا للتدخل في شؤون المغرب، مما أدى في النهاية إلى المعركة الفاصلة في إيسلي وسقوط مدينة وجدة بين أيدي الفرنسيين.
بعد أن ترك طنجة، استمر روش في مساعيه الخبيثة في مختلف المناطق، مما جعله واحدًا من أبرز رموز الاستعمار الفرنسي ومن بين الجواسيس الأكثر فتكًا في تاريخ الاستعمار الفرنسي.
حتى بعد مغادرته طنجة، استمرت أثار روش الخبيثة في الشؤون المغربية، حيث استخدمت المعلومات التي حصل عليها لصالح الاستعمار الفرنسي في السنوات التالية.
لقد كانت تحركاته الاستخباراتية والتخطيطية محورية في تقويض السلطة المغربية وتسهيل انتشار النفوذ الفرنسي في المنطقة.
ومع صدور مذكراته بعنوان “ثلاثون سنة بدار الإسلام”، حاول روش تبرير أفعاله وتصوير نفسه بمظهر البطل، ولكن الحقيقة المرة تكشفت في تلك الصفحات، فقد انكشفت محاولاته الفاشلة لتدمير المقاومة والسيطرة على المغرب.
باستغلاله للدين والثقافة المحلية، استطاع روش أن يتسلل إلى دواخل المجتمع ويفرق بين صفوفه، مما جعله واحدًا من أكثر الشخصيات الحاقدة والمشؤومة في تاريخ العلاقات الفرنسية المغربية.
بالتحالف مع التجار المحليين والنخب السياسية، استغل المستشار الفرنسي الخبيث، ليون روش، قاعدة طنجة كمركز لتنفيذ خططه الجاسوسية في المغرب.
واستخدم روش كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك وسائل الإعلام والشائعات والتحالف مع القوى الإنفصالية، لتحقيق أهدافه الشريرة.
بتكتيكاته الخبيثة، استطاع روش زعزعة استقرار المملكة وتقويض سلطة السلطان، مما أدى إلى زيادة التوتر والصراعات الداخلية في البلاد.
كما شكّل روش الجمعيات والمنظمات السرية لتأمين تأييد الاستعمار الفرنسي والتأثير على القرارات السياسية والاقتصادية للمغرب. تلك الإجراءات الفاشلة لم تكن سوى جزء من مخططه الأكبر لفرض الهيمنة الفرنسية على المغرب.