تعد مراكز إعادة تأهيل السلاحف البحرية المنتشرة عبر بلدان البحر الأبيض المتوسط جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة للحفاظ على الأصناف الحيوانية البحرية القيمة ودعم التوازن البيئي في النظم البحرية.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة على المستوى الدولي، إلا أن المغرب لا يزال متأخرًا في إنشاء هذه البنى التحتية البيئية الضرورية.
في هذا السياق، يجري حاليًا تنفيذ مشروع مركز لإعادة تأهيل السلاحف البحرية في منطقة المضيق، بمبادرة من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية والدولية.
ويهدف هذا المركز إلى توفير بيئة آمنة للسلاحف البحرية التي تقطعت بها السبل أو تلك التي تم صيدها عن طريق الخطأ بواسطة معدات الصيد، مما سيعزز من فرص بقائها ويسهم في استعادة توازن النظام البيئي البحري في المنطقة.
ويمثل المشروع خطوة هامة لتعزيز الجهود المغربية في حماية البيئة البحرية، خاصة وأن السلاحف البحرية تُعتبر من الكائنات الحيوانية الأساسية للنظام البيئي البحري، حيث تساعد في الحفاظ على صحة الشعاب المرجانية، وتساهم في توازن السلاسل الغذائية البحرية، مما يجعلها ذات أهمية قصوى للنظم البيئية في البحر الأبيض المتوسط.
جدير بالذكر أن المشروع يعكس التعاون بين مختلف الجهات الوطنية والدولية، مما يُبرز أهمية التآزر في مواجهة التحديات البيئية العالمية.
ويُتوقع أن يكون لهذا المركز دور حيوي في التوعية البيئية، عبر استهداف الصيادين المحليين وتعزيز ممارسات صيد مستدامة تقلل من الأضرار على السلاحف البحرية.