دعا المشاركون في الجلسة الأولى ضمن “محادثات ميدايز” (MEDays Talks)، اليوم الثلاثاء، إلى تعزيز السيادة الاقتصادية والصحية لدول العالم، للتصدي لانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والاستعداد بأفضل طريقة ممكنة للأوبئة الجديدة التي يمكن أن تتفشى في أية لحظة.
وأكد وزير الدولة الفرنسي الأسبق إيريك بيسون، خلال هذا اللقاء المنظم تحت شعار “شهادات: الدروس الواجب استخلاصها من هذا الوباء وكيفية الاستعداد بشكل أفضل لما هو آت”، أن جميع دول العالم مدعوة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى تقوية قدراتها في ما يتعلق بالتحضير والمبادرة لتعزيز قدرتها على مواجهة الحالات الطارئة، وامتلاك الوسائل البشرية واللوجستية الضرورية، وتنسيق أنظمتها الصحية على المستوى الدولي لتحقيق مزيد من الفعالية والانسجام.
وأضاف “أننا نعيش في عالم شامل يتسم بالمخاطر”، مؤكدا على ضرورة جعل الصحة على رأس أولويات الحكومات وتعزيز السيادة الصحية للدول التي يتعين عليها، حسب ما يراه، التوفر على مجالس علمية ذات مصداقية ومعترف بها، لتقييم الوضعية والارتقاء بمستوى النقاش العمومي.
واعتبر السيد بيسون أيضا أنه ينبغي على السلطات العمومية تطوير وعصرنة سياساتها الوقائية، مضيفا أن “فيروس كورونا يحتم علينا إعادة التفكير في سياساتنا الاقتصادية والتجارية، ودعم القطاعات الأكثر تضررا من الأزمة وتثمين المهن الضرورية وقت الأزمة، وتشجيع الابتكار، وتقوية سيادتنا الاقتصادية”.
من جهته، توقف الرئيس المنتدب لمجلس المستثمرين الفرنسيين بإفريقيا، إيتيان جيروس، عند الوضعية الصحية والاقتصادية بالقارة الإفريقية، مسجلا أن الدول الإفريقية لم تتأثر كثيرا بتداعيات جائحة كوفيد -19 مقارنة بباقي الاقتصادات، مشيرا في هذا السياق إلى تأثيرات الجائحة على انخفاض أسعار المواد الأولية والتحويلات المالية والجالية الإفريقية، ما أثر على إنتاج الأصول والخدمات وظروف عيش الساكنة وأدى إلى ارتفاع حدة الفقر بالقارة.
بدوره، أكد نائب الوزير الأول الأسبق بجمهورية التشيك، سيريل سفوبودا، أن جميع الدول تواجه حاليا ظاهرة محايدة تتطلب مبادرات مشتركة وحلولا مبتكرة، داعيا إلى تقوية التعاون الدولي وتعزيز الحوار بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، لمواجهة تحديات ما بعد جائحة (كوفيد -19).
ودعا، في هذا الإطار، إلى إيلاء المزيد من الدعم للقطاعات الأكثر تضررا من أزمة فيروس كورونا، لاسيما السياحة والفندقة والمطعمة، والنقل الجوي لتقوية الانتعاش الاقتصادي بالقارة الإفريقية.
أما الرئيس المؤسس لمعهد “أماديوس”، إبراهيم الفاسي الفهري، فأكد على أن “الأوان حان أكثر من أي وقت مضى للتشاور والتعاون، وبكل بساطة للتعددية”، معتبرا أن “الردود الوطنية، ولكي تكون فعالة، يتعين أن تعكس صدى مقاربة شاملة، أي دولية”،
وأكد السيد الفاسي الفهري أن المغرب تبنى، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ردا صحيا استباقيا، من خلال تأهيل قطاع الصحة الوطنية ومضاعفة عدد أسرة الإنعاش، والتأقلم السريع والفعال لقطاعه الصناعي، بالإضافة إلى رد اجتماعي واقتصادي غير مسبوق من خلال الصندوق الخاص لتدبير ومواجهه جائحة فيروس كورونا الذي خصصت له اعتمادات فاقت 3 ملايير أورو، فضلا عن تبني استراتيجية استباقية في مجال الحصول على لقاح لكوفيد 19، تقوم على التعاون الدولي.
يذكر أن “محادثات ميدايز”، المنظمة من طرف معهد أماديوس تحت شعار “في سياق كوفيد 19 : استجابة، إنعاش، اختلالات”، تنعقد افتراضيا، بواقع جلستين في اليوم، على مدى ستة أيام، وتعرف، كما هو الشأن بالنسبة لمنتدى ميدايز، مشاركة شخصيات دولية مرموقة ستناقش مواضيع كبرى ذات راهنية.
وستتطرق “محادثات ميدايز” إلى الاشكالات الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى التي يواجهها المجتمع الدولي، من خلال جلسات حول العلاقات الصينية الأمريكية، وانعكاساتها على النظام الجيوسياسي العالمي، وقدرة الاتحاد الأوروبي على التغلب على التحديات التي تواجهه، وكذلك تصاعد التوجهات الحمائية والسيادية في العلاقات التجارية الدولية.
كما سيكون العالم العربي أيضا محور نقاشات محادثات ميدايز، حيث سيتم تناول الأزمة الليبية ودور العالم العربي في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية نونبر 2020.