دعا المشاركون في الجلسة الافتراضية الخامسة ضمن “محادثات ميدايز”، أمس الخميس، إلى تقوية التعددية للتغلب على الأزمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأشار رئيس مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة ووزير خارجية صربيا السابق، فوك جيريميتش، خلال الجلسة التي أدارها المدير العام لمركز “صحراء ويند” خالد بنحمو تحت شعار “تعددية الأطراف”، إلى أن جائحة كوفيد 19 سلطت الضوء على أهمية القيادة والتعاون بين الدول، لافتا إلى أن المؤسسات المتعددة الأطراف مدعوة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لإظهار الحياد والجرأة والقيادة الحكيمة.
وقال إنه “يعين التوفر على إرادة تقوية مصداقية وقيادة المؤسسات الدولية بهدف رفع التحديات لما بعد الجائحة وتحقيق تقدم في تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة”، منوها بأهمية تقوية العلاقات بين هذه المنظمات وحكومات الدول المشكلة لها.
من جهته، اعتبر وزير خارجية هنغاريا السابق، بيتر بالاز، أن مكافحة هذه الجائحة العالمية يتطلب تقوية التعاون والتضامن الدوليين، مسجلا أهمية تبني رد دولي شامل ومنسق ومقاربة متعددة الأطراف للقضاء على الفيروس.
في السياق ذاته، توقف المحلل المتخصص في السياسات الدولية بمعهد موسكو الحكومي لدراسة العلاقات الدولية، ميخائيل ترويتسكي، عند الدور الحاسم للمنظمات المتعددة الأطراف، والذي من شأنه الإجابة بفعالية على الجائحة والتقدم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وقال إن “المجتمع الدولي لديه الكثير ليتعلمه من هذه الجائحة، والتي أظهرت أهمية التعددية وضرورة تبني رد شامل ومنسق بهدف رفع التحديات الحالية والمستقبلية”.
بدوره، اعتبر المستشار في السياسة الخارجية في الحملة الرئاسية لجو بايدن وعضو اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي الأمريكي (2004 – 2010)، مارك إلينبوغن، أن المؤسسات الدولية يتعين أن تظهر الاستقلالية والجرأة والإرادة الكبيرة على التحرك من أجل اتخاذ القرارات المناسبة خلال فترات الأزمة، داعيا إلى تقوية التعاون الدولي لتجاوز أزمة كوفيد 19.
أما وزير خارجية تركيا السابق، يسار ياكيس، فقد أفاد بأن هذه الأزمة كشفت عن الحاجة إلى استجابة عالمية متشاور بشأنها بين الدول، إلى جانب ضرورة تقوية دور المؤسسات المتعددة الأطراف من أجل إعادة الاعمار والتعافي بعد الجائحة، وأيضا لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يذكر أن “محادثات ميدايز”، المنظمة من طرف معهد أماديوس تحت شعار “في سياق كوفيد 19 : استجابة، إنعاش، اختلالات”، تنعقد افتراضيا، بواقع جلستين في اليوم، على مدى ستة أيام، وتعرف، كما هو الشأن بالنسبة لمنتدى ميدايز، مشاركة شخصيات دولية مرموقة ستناقش مواضيع كبرى ذات راهنية.
وستتطرق “محادثات ميدايز” إلى الاشكالات الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى التي يواجهها المجتمع الدولي، من خلال جلسات حول العلاقات الصينية الأمريكية، وانعكاساتها على النظام الجيوسياسي العالمي، وقدرة الاتحاد الأوروبي على التغلب على التحديات التي تواجهه، وكذلك تصاعد التوجهات الحمائية والسيادية في العلاقات التجارية الدولية.
كما سيكون العالم العربي أيضا محور نقاشات محادثات ميدايز، حيث سيتم تناول الأزمة الليبية ودور العالم العربي في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية نونبر 2020.