عاد ملف الهجرة غير النظامية ليطفو على السطح في شمال المغرب مع تصاعد محاولات العبور نحو أوروبا عبر المسالك البحرية والمنطقة المتاخمة لمدينة سبتة المحتلة، في ظل دعوات تحريضية انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم اقتحام جماعي للمدينة ليلة رأس السنة.
ورصدت جريدة طنجة 24 الإلكترونية عشرات المنشورات اتحريضية في مجموعات متفرقة على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، تدعو الى التواجد الكثيف بمدينة الفنيدق، ليلة راس السنة، من اجل تنفيذ عملية اقتحام جماعية لمدينة سبتة المحتلة، في إطار الهجرة غير النظامية.
ولم يصدر عن السلطات الأمنية، اي موقف إزاء هذه الدعوات، فيما يتوقع ألا تمر هذه السلوكات مرور الكرام دون اجراءات جزرية
وتمكنت أجهزة الأمن يوم الجمعة عن إحباط محاولة للهجرة غير النظامية عبر المسالك البحرية في منطقة “الرهراه” بمدينة طنجة، حيث أسفرت العملية، التي نُفذت بتنسيق مع السلطات المحلية، عن توقيف 55 شخصًا كانوا يستعدون للعبور باستخدام أربعة زوارق مطاطية جرى حجزها.
وأكدت السلطات أن الأشخاص الموقوفين خضعوا لتحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مع استمرار الجهود لتحديد هوية جميع المتورطين في تنظيم هذه المحاولة.
وتأتي هذه التطورات في سياق حضور أمني متواصل منذ منتصف شتنبر الماضي، عندما شهدت مدينة الفنيدق محاولات جماعية للهجرة غير النظامية، شملت اقتحام سبتة المحتلة من طرف مئات المهاجرين.
تلك المحاولات أثارت مخاوف كبيرة، خاصة مع الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في التحريض وتنظيم عمليات مماثلة.
ورغم تصدي السلطات لتلك المحاولات، إلا أنها سلطت الضوء على حجم التحديات التي تواجهها المنطقة في التعامل مع ظاهرة الهجرة غير النظامية.
ويظل الضغط على المنطقة الشمالية للمغرب مستمرًا في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع العديد من المهاجرين إلى المخاطرة بحياتهم سعيًا للوصول إلى الضفة الأخرى.
وبينما تبذل السلطات جهودًا مكثفة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، تستمر الدعوات التحريضية في إثارة القلق بشأن احتمالات تصاعد الظاهرة مع اقتراب نهاية العام.