عادت جزيرة ليلى الواقعة قبالة ساحل عمالة المضيق الفنيدق إلى الواجهة مطلع هذا الأسبوع بعد تدخل فرقة بحرية تابعة للدرك الملكي، لإنقاذ مجموعة من المهاجرين المغاربيين الذين حاولوا السباحة نحو الجزيرة.
وكانت السلطات المغربية، قد تلقت نداء استغاثة يفيد بوجود المهاجرين في البحر بالقرب من الجزيرة، التي تبعد بضعة مئات من الأمتار عن السواحل المغربية.
وبحسب التفاصيل التي أوردتها صحيفة “إلموندو” الإسبانية، فقد تحركت الوحدة البحرية التابعة للدرك الملكي إلى المنطقة، حيث تم إنقاذ ثمانية مهاجرين تم نقلهم إلى الساحل المغربي، حيث خضعوا للرعاية الطبية اللازمة.
وكان هؤلاء المهاجرون، الذين تم إنقاذهم يسعون للوصول إلى جزيرة ليلى، التي على الرغم من كونها غير مأهولة، تظل هدفًا لبعض المهاجرين بسبب موقعها القريب من مدينة سبتة المحتلة التي يتيح التواجد ضمن ترابها فرصة للمهاجرين غير القانونيين مواصلة رحلتهم صوب “الفردوس الأوروبي”.
ورغم أن الجزيرة نفسها لم تكن الهدف المباشر للمهاجرين، إلا أن هذه الواقعة أعادت تسليط الضوء على جزيرة ليلى وما تحمله من رمزية في العلاقات بين المغرب وإسبانيا.
فقد كانت الجزيرة نقطة نزاع بين البلدين منذ عام 2002، عندما إنزال عناصر أمنية مغربية فوق الجزيرة بهدف مراقبة نشاط الهجرة غير النظامية، في خطوة اعتبرتها الرباط تأكيدًا على سيادتها، ما أدى إلى تدخل عسكري إسباني في حادثة كانت لها تداعيات دبلوماسية كبيرة.
منذ تلك الحادثة، تبنى البلدان سياسة “الاستاتوس كوو” بشأن الجزيرة، وهي سياسة تهدف إلى الحفاظ على الوضع القائم، وعدم السماح لأي من الطرفين بتغيير الواقع على الأرض.
ومع ذلك، فإن حادثة الإنقاذ الأخيرة تبرز من جديد حساسية الوضع، حيث تثير تساؤلات حول السيادة على هذه الجزيرة الصغيرة، في وقت تحاول فيه السلطات المغربية إيقاف تدفقات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وتسلط الواقعة الضوء أيضًا على الضغط المتزايد الذي يواجهه المغرب بسبب محاولات الهجرة غير النظامية عبر البحر المتوسط.
ففي السنوات الأخيرة، أصبحت السواحل الشمالية للمغرب نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين، الذين يواجهون تحديات كبيرة في محاولاتهم للوصول إلى الأراضي الأوروبية.
ورغم الجهود المغربية المتواصلة لاحتواء هذه الظاهرة، بما في ذلك التعاون مع إسبانيا لضبط الحدود، فإن تدفق المهاجرين لا يتوقف، ما يجعل البحر المتوسط واحدًا من أخطر الطرق للهجرة في العالم.
وتبرز عملية الإنقاذ التي نفذتها فرقة الدرك الملكي الدور الكبير الذي يلعبه المغرب في حماية الأرواح والتعامل مع ظاهرة الهجرة، التي باتت تشكل تحديًا مستمرًا للسلطات المغربية.
ورغم أن المغرب يعمل بشكل مستمر على تعزيز أمن حدوده البحرية ويقوم بعمليات إنقاذ عديدة، فإن هذه العمليات تظل محفوفة بالمخاطر، حيث يواجه المهاجرون العديد من التحديات مثل الظروف البحرية القاسية التي غالبًا ما تؤدي إلى حوادث مأساوية.