تعززت مدينة الفنيدق، الأسبوع الجاري، بفضاء جديد للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، يُعنى بتوثيق نضالات الحركة الوطنية ضد الاستعمار، وتخليد تضحيات أبناء المنطقة في سبيل استقلال المغرب.
وذكرت وكالة تنمية أقاليم الشمال في بلاغ لها، أن المشروع يُعد ثمرة شراكة جمعت المؤسسة مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعمالة المضيق الفنيدق، والمجلس الإقليمي، والجماعة الحضرية للفنيدق.
وأوضحت الوكالة في بلاغها الذي وصل جريدة طنجة 24 الالكترونية نسخة منه، أن هذا الفضاء يشكل إضافة نوعية للبنية الثقافية والتربوية بالمدينة، من خلال تقديمه محتوى متحفيا يؤرخ لفترة المقاومة المسلحة والحركة الوطنية، مع التركيز على رموز محلية ساهمت في الكفاح الوطني.
وأشارت إلى أن المرفق شُيّد على مساحة مغطاة تناهز 400 متر مربع، موزعة على طابقين، ويضم قاعات للعرض، وفضاءات تربوية، وأرشيفاً وثائقياً، إلى جانب ركن مخصص للأنشطة التحسيسية الموجهة لفائدة التلاميذ والطلبة.
وأضافت أن الكلفة الإجمالية لإنجاز المشروع بلغت 2,6 مليون درهم، جرى تمويلها عبر تعبئة مساهمات مالية من مختلف الشركاء المؤسساتيين.
وأكدت أن تدبير الفضاء أُسند إلى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، باعتبارها الجهة المخولة بالإشراف على مشاريع تثمين الذاكرة الوطنية وضمان استمراريتها التربوية والمؤسساتية.
ولفتت الوكالة إلى أن الفضاء الجديد يأتي في سياق تعزيز الاهتمام بالذاكرة الوطنية على المستوى المحلي، وترسيخ البعد التاريخي في السياسات الثقافية الموجّهة للشباب.
وأضاف البلاغ أن افتتاح هذا المرفق يندرج ضمن رؤية تنموية تسعى إلى توسيع العرض المتحفي والتربوي بمناطق الشمال، وربط الناشئة بجذورها الوطنية، بعيدًا عن المقاربات النمطية في تخليد التاريخ.
وأشارت الوكالة إلى أن المناسبة عرفت حضور ممثلين عن الشركاء المؤسساتيين، ومسؤولين محليين، وشخصيات مدنية وعسكرية، وشهدت تقديم عروض فنية وتكريماً لعدد من قدماء المقاومين المنحدرين من الإقليم.