في خطوة جديدة تعكس مستوى الخيال الواسع للنظام الجزائري، وبحجة العنف الذي شهده لقاء مولودية الجزائر والاتحاد المنستيري التونسي، قررت السلطات الجزائرية تحميل المغرب مسؤولية ما حدث، وكأن المغربيين يحملون تذاكر سرية للدخول إلى مدرجات الملاعب الجزائرية تحت غطاء المشجعين، ليؤججوا العنف ويرسموا مشاهد هوليوودية.
ولكن المفاجأة الكبرى جاءت مع القرار الجديد: فرض تأشيرة دخول على جميع المواطنين المغاربة!، في خطوة عبقرية من النظام الجزائري لحماية نفسه من تلك “المؤامرات” الخبيثة. وكأن الشعب المغربي كان يصطف يومياً أمام السفارات الجزائرية بحثاً عن فرصة لدخول “جنة تبون” والمشاركة في الاحتجاجات والمباريات.
لماذا لم يفكروا في ذلك من قبل؟ يبدو أن هذا القرار كان “بديهياً”، نظراً للكراهية العميقة التي يغذيها النظام الجزائري تجاه المغرب منذ عقود. وهكذا، وجد النظام حلاً لمشاكله: بدلاً من معالجة العنف المفرط لقوات الأمن ضد المواطنين في ملعب رياضي، قرر أن المغرب هو السبب، ولابد من السيطرة عليه بفرض التأشيرات.
المؤامرة الكبرى: المغرب والموساد أما التبرير الرسمي لهذه الخطوة فهو أشبه بعمل أدبي خيالي: وفقاً لبيان وزارة الخارجية الجزائرية، المغرب استغل إعفاء التأشيرات لتدمير “استقرار” الجزائر. كيف؟ من خلال تهريب المخدرات والبشر، والتجسس، بل وحتى إرسال عملاء للموساد بجوازات سفر مغربية!
المنطق هنا يبدو أشبه بفيلم تجسس من إنتاج رديء: المغاربة يتنكرون في هيئة مشجعين كرة قدم ليخترقوا الجزائر وينفذوا مخططات شريرة!
الخطوة التالية: تأشيرات لحماية “العلاقة الأخوية” بالطبع، النظام الجزائري لم ينس أن يؤكد على “العلاقة الأخوية” بين الشعبين، مشيراً إلى أنه لولا هذه العلاقة لكانت التأشيرات قد فُرضت في غشت 2021، عندما قررت الجزائر قطع العلاقات مع المغرب. يا له من سخاء!
التصعيد الصبياني: كل شيء جائز القرار يأتي في سياق تصعيد صبياني ومتكرر من النظام الجزائري تجاه المغرب. فإغلاق المجال الجوي ووقف الغاز والآن التأشيرات، كلها أدوات يستخدمها النظام للتعبير عن “حبه” الكبير للمغرب. ولكن دعونا لا ننسى القرارات الهزلية مثل فتح “مكتب تمثيل الريف” في الجزائر. مشهد كوميدي لعرض حفنة من الخونة المزعومين والمرتزقة!
مباراة مولودية الجزائر: النهاية الحزينة وفي النهاية، يبدو أن القصة بدأت من ملعب كرة قدم، حيث قتل شخص رسميًا وأصيب العديد تحت هراوات الشرطة الجزائرية. وبدلاً من محاسبة المخطئين، جاء الحل السحري: تحميل المغرب المسؤولية، وفرض التأشيرات، لأن في عالم النظام الجزائري، كل شيء يبدأ وينتهي بالمغرب!
ختامًا، هذا القرار الجديد يعكس، مرة أخرى، واقع الهوس المرضي للنظام الجزائري تجاه المغرب، حيث أصبحت المملكة هي الشماعة المفضلة لكل ما يحدث في الجزائر، من مشاكل داخلية إلى شغب الملاعب.