تسهر مصالح الأمن بمدينة طنجة، بشكل يومي، على تطبيق قرار حظر التجوال الليلي الذي اتخذته السلطات العمومية في إطار مقتضيات حالة الطوارئ الصحية لكبح تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال بذل جهود إضافية، لضمان التقيد بالتدابير والإجراءات المعمول بها.
فحلول شهر رمضان لسنة 1442 هجرية ، كما السنة الماضية ، تزامن مع ظرفية خاصة متسمة بكون الأزمة الوبائية الناتجة عن “كوفيد-19” ، ما تزال ترخي بظلالها على مختلف مناحي الحياة ، وهو ما حتم على مصالح الأمن، التواجد بقوة كما العادة في الصفوف الأمامية، من أجل المساهمة في كسر شوكة الفيروس التاجي.
فأجواء الشهر الفضيل ليلا بمدينة طنجة، تختلف تماما عن أجوائها نهارا، حيث الحركية التجارية وصخب حركة السير ، كلها بادية للعيان خلال النهار ، وما إن تحل فترة الإفطار وينزوى الجميع إلى فضاءات المنازل ، حتى تستسلم هذه المدينة تدريجيا للسكون، والذي لا تكسره سوى دوريات الأمن المتحركة التي تجوب مختلف فضاءات وشوارع المدينة.
كما أن هذا السكون تكسره أيضا بعض العربات التي تتحرك ليلا ، وهو ما يدفع عناصر الأمن التي تتواجد أيضا ضمن مجموعة من السدود ، إلى توقيفها للتأكد مما إذا كان هذا التنقل الليلي يتم ضمن ما يسمح به القانون ( حالات الضرورة القصوى).
فريق جريدة طنجة 24 الإلكترونية، رصد طوال أيام الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، مشاهد السهر على التقيد بمختلف الإجراءات المتعلقة بمنع التنقل الليلي من الثامنة مساء إلى غاية السادسة صباحا، حيث بدت شوارع كورنيش طنجة ووسط المدنية ، وأحياء مختلفة فضلا عن أبرز محاور المدينة ، حيث تبدو الشوارع خالية تماما من أي حركة ( سيارات ، راجلين )، باستثناء نقط مراقبة ثابتة أو متحركة ، إضافة إلى بعض السيارات على قلتها ، والتي تخضع لمراقبة دقيقة من أجل التبين من كونها في وضع قانوني أم لا .
فمصالح الأمن بمختلف تشكيلاتها، كانت دوما معبأة للحفاظ على الأمن والسكينة، وكذا حماية الممتلكات العامة والخاصة، مستعينة في ذلك بما راكمته من تجربة وخبرة كبيرتين في مدينة كبيرة تطرح العديد من التحديات الأمنية ، وهو ما جعل عناصرها تنخرط بقوة في السهر على احترام القرار المتعلق بمنع التنقل الليلي ، وهي تدرك جيدا خصوصية هذه المدينة الضخمة التي تتطلب مجهودات كبيرة واستثنائية في الشق المتعلق بالجانب الأمني .
وفي هذا الصدد، فإن السدود ونقط المراقبة الثابتة، وحتى الدوريات المتحركة، تظل العين التي لا تنام ، كمساهمة من عناصر الأمن في تطبيق القانون ، الذي يروم حماية الساكنة من عدوى انتشار الفيروس التاجي، خاصة وأن الحياة المغربية تعرف خلال الأوقات العادية والطبيعية من الشهر الفضيل، حركية كبيرة من أبرز مظاهرها ، الزيارات العائلية والتنقلات ، التي غالبا ما تتسم بالاختلاط في مختلف الفضاءات العامة من مقاهي ومساجد وغيرها.
ذلك أن الاختلاط في كل تمظهراته، في ضوء التراخي البين في التعاطي مع مختلف التدابير والإجراءات الاحترازية ، غالبا ما تكتنفه خطورة انتشار العدوى، وبالتالي توسع دائرة الإصابات ، خاصة إذا كانت الحياة قد مورست بشكل طبيعي ومعتاد في ليالي الشهر الفضيل .
وهنا تبرز أهمية تقييد عمليات التنقل والحركة ، تحديدا خلال الشهر الفضيل، والدور المتعاظم الذي تضطلع به مصالح الأمن في السهر على التقيد بمختلف الإجراءات الحمائية ، التي تضمن سلامة الجميع.