شكّكت هيئات حقوقية وسياسية تضم مغاربة مقيمين بأوروبا في الرواية الرسمية الهولندية بشأن اشتباكات شهدتها أمستردام بين مشجّعين إسرائيليين ومهاجرين مغاربة، مؤكدة أن الحوادث كانت نتيجة “تصعيد متعمد” من جانب مشجّعي فريق مكابي تل أبيب.
وفي بيان مشترك أصدرته منظمات مثل المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية وحزب النهج الديمقراطي العمالي، قالت الهيئات إن حوالي 3000 مشجّع إسرائيلي، معظمهم من عناصر الجيش والمخابرات، “لم يأتوا لدعم فريقهم بقدر ما سعوا إلى إثارة الفوضى وإحداث توتر اجتماعي”.
وأشار البيان إلى أن وسائل الإعلام “المنحازة للصهيونية” حمّلت المهاجرين المغاربة مسؤولية الأحداث بشكل “مضلّل”.
وأوضح البيان أن أعمال الشغب بدأت قبل المباراة التي جمعت مكابي تل أبيب بأجاكس أمستردام يوم 7 نونبر، حيث تجمّع مشجّعون إسرائيليون في شوارع المدينة يوم 6 نونبر مردّدين شعارات عنصرية ومهاجمين منازل رفعت أعلامًا فلسطينية. مضيفا: “هذه الحشود أدخلت قيم الكراهية والتعصّب إلى مدينة عُرفت بتسامحها”.
وانتقدت الهيئات الشرطة الهولندية لعدم تدخلها لوقف الاستفزازات، مشيرة إلى أن ردود الفعل التي صدرت من سكان المدينة، وأغلبهم من أصول مغربية، كانت “دفاعًا مشروعًا عن النفس”.
كما استنكرت استغلال بعض الجهات الإعلامية والسياسية للأحداث للمطالبة بتجريد المسلمين والمغاربة من الجنسية الهولندية، واصفة ذلك بأنه “توظيف عنصري للأزمة”.
وأكدت الهيئات أن الاشتباكات “لا علاقة لها بمعاداة السامية”، معتبرة ما حدث “ردة فعل طبيعية على تصرفات مشجعي مكابي الذين استهدفوا الرموز الفلسطينية والإسلامية بشكل ممنهج”.
وختم البيان بالمطالبة بمحاسبة الشرطة الهولندية على تقاعسها، وانتقد “تواطؤ الإعلام الغربي مع الأطروحات الصهيونية”، داعية إلى تعزيز التعايش ومواجهة كل أشكال التحريض العنصري.