من السودان إلى مدينة مليلية، ومرورا بدول عديدة، حاول الشاب السوداني محمد إسماعيل جاهدا الوصول إلى إسبانيا بحثا عن فرصة عمل عبر هجرة غير نظامية.
وجد إسماعيل نفسه بين نحو ألفي مهاجر غير نظامي، أغلبهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء والسودان، قرب السياج الحديدي لمدينة مليلية في 24 يونيو الجاري.
وحاول هؤلاء اقتحام السياج لكن السلطات المغربية والإسبانية ردعتهم، ولقي 23 منهم مصرعهم في أكبر حصيلة ضحايا في تاريخ المدينة.
في البداية، أفادت تقارير أولية بأن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم، لكن السلطات المحلية لإقليم الناظور، أكدت لاحقا ارتفاع عدد القتلى إلى 23 وإصابة العشرات من المهاجرين وأفراد القوات العمومية.
وغداة الاقتحام، أصدرت منظمات غير حكومية بيانا مشتركا طالبت فيه بإجراء تحقيق بشأن طريقة معاملة المهاجرين أثناء محاولتهم عبور الحدود.
محاولة اقتحام جماعية
إلى المغرب وصل إسماعيل قبل ستة أشهر، واستقر في مدينة الدار البيضاء بعدما تنقل بين مدن أخرى.
لكنه فشل في الحصول على فرصة عمل، وبدأ رحلته إلى مليلية، وبعد محاولات فردية لم تنجح قرر أن يشارك في اقتحام جماعي للمدينة.
وبينما يتألم من إصابته برصاص مطاطي، قال إسماعيل: “سبب تواجدي في مليلية هو البحث عن عمل والعبور إلى إسبانيا”. معربا عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى أغلبهم من السودان، وأوضح أنه مصاب في بطنه بجروح وأيضا بالرصاص على مستوى قدمه.
وأردف: “بعدما تدخلت الشرطة، حاول المهاجرون مقاومتها من أجل العبور إلى مليلية، ولكن تعقدت الأمور”.
ترحيل إلى بني ملال
وفي مدينة بني ملال، وجد إسماعيل نفسه بعيدا عن مليلية بأكثر من 600 كيلومتر، وقال إنه لا يعرف أسباب ترحيله.
وقامت السلطات المغربية بترحيل عدد من المهاجرين إلى مدن أخرى داخل المملكة لإبعادهم عن ضواحي مليلية، حتى لا يحاولون مجددا اقتحام السياج.
وبالرغم من ترحيلهم، فإن عددا منهم يعودون إلى ضواحي مدينتي سبتة ومليلية على أمل العبور إلى إسبانيا.
وبالرغم من سقوط ضحايا من حين إلى آخر، يترقب حالمون بالهجرة في المغرب الفرصة للعبور إلى أوروبا، ولو كلفهم الأمر حياتهم.