في الصيف تظهر العديد من المهن الموسمية المرتبطة بهذا الفصل دون غيره من الفصول، كبيع المثلجات والحلويات والمشروبات وبعض المأكولات على الشواطئ التي تشهد إقبالا كثيفا من طرف المصطافين ينعش الحركة التجارية لبعض الممتهنين للمهن الموسمية.
إحدى هذه المهن الموسمية المرتبطة بالشاطئ دائما، هي مهنة “النقل البحري” التي يمتهنها الصيادون التقليديون خلال فصل الصيف، حيث يعمل هؤلاء الصيادون على نقل بعض المصطافين إلى الوجهات البحرية التي يرغبون فيها على متن قواربهم مقابل مبلغ مادي.
هذا النشاط يكثر في القرى الساحلية التي تقع قرب مناطق بحرية تجذب المصطافين بتضاريسها الساحرة، مثل القرى الساحلية لإقليم شفشاون، حيث ينشط الصيادون التقليديون على طول فصل الصيف في نقل المصطافين على قواربهم.
منطقة “الجبهة” الواقعة أقصى شرق الشريط الساحلي لإقليم شفشاون، تعد من المناطق التي يمتهن فيها الصيادون التقليديون هذه المهنة خلال فصل الصيف بشكل نشيط جدا، نظرا لكون الجبهة تقع بالقرب من شواطئ وخلجان بحرية عديدة.
وتكون وجهة المصطافين في “الجبهة” على متن قوارب الصيد في الغالب نحو شاطئ “مرس الدار” التي يجاور “الجبهة” من الجهة الشرقية، وهو من الشواطئ التي تعد الأكثر جمالا في شمال المغرب ويشد الرحال إليه العديد من زوار “الجبهة” على متن قوارب الصيد.
هذه المهنة الموسمية تنشط في العديد من المناطق الساحلية الأخرى، كقرية “أمتار” و” قاع اسراس” وغيرهما، وبالتالي يعد إقليم شفشاون أحد الأقاليم التي يتميز بهذه الظاهرة الموسمية التي تزيد الجذب والتميز السياحي لهذه المنطقة.
ومن جانب أخر تعد هذه المهنة أحد المهن المهمة التي تساعد الصيادين التقليديين في الحصول على بعض الموارد المالية التي تعينهم على العيش الكريم، في ظل تراجع نشاط الصيد البحري خلال فصل الصيف.