أكد مسؤولون وساسة أفارقة مشاركون في إحدى ندوات منتدى ميدايز، اليوم الخميس بطنجة، أن إفريقيا مدعوة إلى تملك آليات أكثر فعالية لتدبير الأزمات والنزاعات.
وناشد المشاركون في ندوة رفيعة المستوى تحت عنوان “الأزمات الأمنية وانعدام الاستقرار بإفريقيا : أية هندسة للسلام والأمن والاستقرار بالقارة؟” ، الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي للعمل على تعزيز مكتسبات المنظمة وتفعيل مختلف الآليات المدرجة سلفا في ميثاق الاتحاد الإفريقي.
وسلط الرئيس السابق لمالي، ديونكوندا تراوري، خلال هذه المناقشات، الضوء على الحاجة الملحة لتحديد ومعالجة الأسباب الهيكلية لانعدام الاستقرار بالقارة، مذكرا بأن السلام والاستقرار شرطان لا غنى عنهما من أجل التنمية.
وأوضح أن “مختلف الأزمات التي تمر بإفريقيا، على غرار الأزمة المناخية أو أزمة الدولة أو أزمة الحكامة أو أزمة التنمية غير المتوازنة، تساهم في تفشي النزاعات بالبلدان الإفريقية، وأيضا في انتشار وتقوية الحركات الإرهابية”، لافتا إلى أن الآليات ذات الصلة بالاتحاد الإفريقي موجودة سلفا وهي منكبة على تسوية هذه النزاعات، لكن بنسب نجاح متفاوتة.
ودعا السيد تراوري إلى تعزيز المكتسبات الديموقراطية والجنوح إلى الحوار البناء لوقف آلة الصراع، مع تبني مقاربة شاملة ومتضامنة من طرف كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وحثها على مزيد من التعاون.
في السياق ذاته، ذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون برواندا، فانسون بيروتا، إلى أن هناك العديد من آليات تعزيز السلام وممارسات الحكامة الجيدة، مشيرا على سبيل المثال إلى تدخل الاتحاد الإفريقي في بعض المناطق الإفريقية لوقف الحركات الإرهابية.
ودافع السيد بيروتا على تعزيز وتطوير الموارد البشرية والمالية ضمن مختلف الهيئات التابعة للاتحاد الإفريقي وتوسيع نطاق تدخله لتمكينه من تولي مسؤولية الأمن ومسلسلات السلام داخل القارة، مذكرا بأن “الحكامة الجيدة والسلام متلازمان أحدهما مع الآخر، ولا يمكن أن يكون أحدهما فعالا دون الآخر”.
من جانبه، شدد وزير الخارجية السابق ووزير الدفاع الأسبق بالرأس الأخضر، لويس فيليبي لوبيس تافاريس، على التقدم والمنجزات المهمة المحققة للاتحاد الإفريقي، ملقيا الضوء على “المجموعة الواسعة من الآليات القانونية وأدوات التحرك، والتي تبتدئ بآليات التعاون إلى تشكيل قوات التدخل الإقليمية”، والتي تم تشكليها لوقف التهديد الإرهابي بالقارة.
غير أنه أكد أنه “بالرغم من التجارب الناجحة، تعاني آليات مكافحة العنف بإفريقيا من نقص في التمويل والتنسيق”، مشيرا إلى ضرورة قيام الاتحاد الإفريقي بوضع استراتيجية مبتكرة لمكافحة الإرهاب.
وتميزت هذه الندوة بمشاركة وزير الخارجية الصومالي الأسبق، محمد عبد الرزاق، ووزير خارجية غامبيا، مامادو تانغارا، ومساعد مدير ديوان رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي، تورديتا راتيباي، والأمين التنفيذي لمجموعة دول الساحل الخمس، ييمداوغو إيريك تياري.
ويتضمن برنامج منتدى “ميدايز”، المنظم بين 2 و 5 نونبر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف معهد “أماديوس” تحت شعار “من أزمات إلى أزمات: نحو نظام دولي جديد؟”، حوالي 50 جلسة ومائدة مستديرة، بمشاركة أزيد من 250 متدخلا رفيعي المستوى، من بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وحائزي جوائز نوبل ومسؤولي منظمات دولية ورؤساء شركات ومستثمرين وعدد من الشخصيات من 100 بلد، والذين سيطرحون آراءهم وقراءاتهم بخصوص التحولات الكبرى والاضطرابات العديدة مع أزيد من 5 آلاف مشارك.