يقف العشرات من أهالي طنجة وزوارها، بشكل يومي، على الوضع المزري الذي توجد عليه نافورة ساحة 9 أبريل، نتيجة الإهمال الذي طالها منذ سنوات، لتتحول إلى “مرحاض عمومي” ومزبلة لمخلفات الارتياد الكثيف لهذا الفضاء الذي يكتسي قيمة تاريخية كبيرة.
هذه النافورة التي تتوسط هذه الساحة المعروفة أكثر لدى الطنجاويين بـ”سوق دبرا”، هي واحدة من المنشآت العمومية التي استنزفت ملايين الدراهم خلال تنزيل برنامج تأهيلي خضعت له المدينة خلال سنة 2005، وتم في إطاره توزيع 10 نافورات على عدة ساحات وفضاءات عمومية.
وعلى مدى سنوات، ساهمت هذه المنشآت في إضفاء جمالية لافتة على الفضاء العمومي لعدة مناطق في هذه المدينة التي تمثل النافورات إحدى معالم هويتها الحضارية والمعمارية، قبل أن تفقد وظيفتها بفعل الإهمال والنسيان الذي طالها.
ويقول الفاعل الجمعوي المتتبع للشأن المحلي، حسن الحداد، إن الحديث عن النافورات يعكس قصور النظر وسوء التدبير وهدر المال العام وغياب الحكامة والمسؤولية و المحاسبة والاستدامة. منتقدا ما اعتبره “ضعف الإرادة لدى المجلس الجماعي و الجهات المسؤولة للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.”.
وأوضح الحداد، في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن جمالية المدن والفضاء المشترك يبنى بمخططات و هندسة ورؤية تستحضر الماضي و الحاضر والمستقبل و الهوية والتاريخ، بمقاربة بعيدة كل البعد عن أذواق و ميزاجية و جبر الخواطر للمسؤولين الترابيين.
“غير أن مدينة طنجة، تحولت على مدى السنوات إلى مختبر التجارب لتنزيل رؤى الولاة في فن المعمار وفي فن البستنة و الحدائق العمومية و فن النافورات “، يضيف المتحدث الجمعوي، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار “اشتهرت طنجة بإنجاز العديد من النافورات و تدميرها و تخريبها و تعطيلها و بعدم صيانتها في وقت وجيز”.
واليوم، يضيف حسن الحداد، “تثير وضعية النافورات بطنجة الكبرى اهتمام الفعاليات المدنية والحقوقية والساكنة، فلا يمكن الحديث عن طنجة التي تسكن دون الوقوف بحسرة و نوستالجيا عن نافوراتها القديمة و الجديدة، التي كانت منتشرة في أهم المناطق و النقط الإستراتيجية للمدينة”.