أكدت مسؤولة التطوير والشؤون العامة بأفريقيا داخل شركة “غلوفو”، أن السوق المغربية أصبحت من بين أكبر خمس أسواق عالمية للشركة الإسبانية المتخصصة في خدمات إيصال الطعام، في مؤشر على أهمية المغرب في استراتيجيتها التوسعية.
وأشارت مجدولين الإدريسي إلى أن الشركة، التي تخطت مؤخرًا حاجز المليار طلب على المستوى العالمي، شهدت نموًا استثنائيًا في المغرب خلال عام 2024، لاسيما في فصل الصيف.
وأعلنت “غلوفو” عن تسجيل زيادات ملحوظة في الطلبات، حيث ارتفعت بنسبة 40% مقارنة بالفترات السابقة، حيث شهدت مدن مثل المضيق والناظور والصويرة ووجدة نسب نمو بلغت 715%، 157%، 92%، و87% على التوالي، مدفوعة بالسياحة الموسمية والحركية الصيفية.
كما لوحظ ارتفاع حركة المستخدمين بين المدن المغربية، حيث انتقل العديد من العملاء من الدار البيضاء إلى مراكش والمحمدية، ومن الرباط إلى طنجة، ما يعكس تنامي الاعتماد على خدمات التوصيل بين المدن.
رغم هذا النجاح التجاري، يواجه عمال التوصيل لدى “غلوفو” تحديات كبيرة في ظروف عملهم. يشتكي هؤلاء العمال من تدني الأجور وغياب إطار قانوني ينظم مهنتهم، على عكس ما هو معمول به في بعض الدول الأخرى، كما يتحملون تكاليف تشغيلية إضافية تشمل البنزين والإنترنت، دون أي دعم مالي من الشركة.
إلى جانب ذلك، يعاني العاملون من غياب تدابير السلامة الأساسية، حيث لا توفر الشركة تأمينًا ضد المخاطر التي قد يتعرضون لها أثناء العمل. وأشارت مصادر إلى أن اضطرارهم لاستخدام الهواتف أثناء القيادة لتحديد مواقع الزبائن يعرضهم لحوادث خطيرة.
وتعكس هذه الوضعية تحديات عميقة يواجهها قطاع خدمات التوصيل في المغرب، رغم النمو المتسارع للشركات العالمية العاملة فيه.
ويظل تحسين ظروف العمل وتنظيم القطاع قانونيًا أمرًا حيويًا لضمان توازن بين مصالح الشركات وحقوق العمال، بما يعزز التنمية المستدامة ويحقق العدالة الاجتماعية في هذا المجال.