شكل “الترافع الإعلامي من أجل الدفاع عن مغربية الصحراء” محور ندوة وطنية نظمتها مؤسسة بيت الصحافة بطنجة، الجمعة، بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء.
واستقطبت الندوة سياسيين وأكاديميين وإعلاميين تناولوا خلالها التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه القضية، مع التركيز على ضرورة اعتماد مقاربة إعلامية فعالة لدعم الموقف المغربي.
في هذا الاطار، ابرز رئيس مؤسسة بيت الصحافة، سعبد كوبريت، أهمية طرح موضوع الترافع الإعلامي في هذا التوقيت، والذي يأتي في “سياق تعبوي ووجداني بالتزامن مع الذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء، بما يعزز الثابت القومي المغربي”.
واعتبر كوبريت، في تصريح صحفي، أن مناقشة هذا الموضوع “تتطلب مقاربة متجددة تشمل ورشات لتعزيز أخلاقيات المهنة وتطوير الأداء الإعلامي”.
وأشار المتحدث، إلى أن “التحديات الجيوستراتيجية التي تواجه المنطقة تحتاج منا إلى تعزيز كفاءات وخبرات قادرة على الترافع عن قضيتنا الوطنية والتصدي لمناورات الخصوم”، معتبراً أن المرحلة تتطلب سياسة إعلامية منسقة بين مختلف الشركاء لضمان الحفاظ على المكتسبات، في ظل المنعطف الحاسم الذي تمر به قضية الصحراء المغربية.
من جهته، أكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الأسبق، على ضرورة مواكبة التطورات الحالية بخطاب إعلامي متين يستند إلى التعبئة الوطنية، خصوصًا بعد الخطاب الأخير للملك محمد السادس.
وأوضح أن المملكة تواجه تحديات تتخذ أشكالاً مختلفة، لا سيما في ظل “حرب إعلامية رقمية” تصاعدت مع محاولات تضليل الرأي العام عبر حملات تستهدف تزييف الحقائق.
وأضاف الخلفي أن “هذا الوضع يفرض علينا كبلد أن نؤسس لوعي حقيقي بما يقع في العالم الواقعي بعيدًا عن التضليل الرقمي”، مشيرًا إلى أن مواجهة هذه التحديات تستدعي “تعبئة وطنية شاملة تتماشى مع الإمكانات التي يوفرها المتغير الرقمي” بما يخدم الترافع عن قضية الصحراء.
بدوره، أكد محمد غربي، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بطنجة، على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الدبلوماسية المغربية التي باتت تحقق اعترافًا دوليًا متزايدًا بسيادة المغرب على الصحراء، مشيرًا إلى مواقف دول كبرى، كالولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا، التي عبّرت عن دعمها لمغربية الصحراء.
كما استحضر إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن موقف بلاده المساند للوحدة الترابية المغربية، وهو ما عكسته زيارته الأخيرة إلى المملكة.