يبدو أن الجزائريين قد اكتشفوا أخيرًا الوجهة السياحية الجديدة لعام 2024، لكنها ليست لمشاهدة المعالم أو تجربة المأكولات التقليدية المغربية.
لا، إنها أكثر إثارة بكثير! إنها “جسر العبور” الجديد نحو أوروبا، والمكان المثالي للانطلاق نحو “الحلم الأوروبي” – شواطئ المغرب!
ففي خطوة جريئة، قرر الجزائريون تغيير مسارات الهجرة التقليدية عبر ليبيا وتركيا إلى الشمال المغربي. يبدو أن الحلم الأوروبي أصبح أقرب من أي وقت مضى، وكل ما يتطلبه الأمر هو رحلة قصيرة عبر الحدود أو قفزة على متن قارب صغير من سواحل الفنيدق أو طنجة.
لماذا المخاطرة بقوارب مطاطية في البحر الأبيض المتوسط بينما يمكنك التسلل بسهولة إلى سبتة تحت غطاء الضباب المغربي الساحر؟
وفي مشهد مضحك مبكي، انتشرت مقاطع فيديو تظهر المهاجرين الجزائريين وهم يهرعون إلى سبتة، بينهم نساء وأطفال يناشدون السلطات الإسبانية بالرحمة.
يبدو أنهم قد قرروا أن المغرب هو “المعبر السحري” إلى أوروبا، والأكثر أمانًا مقارنة بطرق الهجرة الأخرى التي قد تنتهي بطلقات نارية أو الغرق في البحر.
ما يثير السخرية أكثر هو أن هؤلاء المهاجرين قد اكتشفوا ثغرات قانونية تجعل من السهل التسلل إلى الأراضي الإسبانية عبر المغرب، في حين أن السلطات الجزائرية تبدو وكأنها أغمضت عينيها عن هذا النزوح الجماعي.
ربما أدركوا أن ترك هؤلاء الشبان يهربون إلى أوروبا أفضل من مواجهتهم في الشوارع الجزائرية!
ويبدو أن مطارات تونس أيضًا قد أصبحت شريكة غير مقصودة في هذه اللعبة. حيث يتوجه الجزائريون إلى تونس كأنهم في نزهة، ثم يقفزون على أول طائرة إلى المغرب.
وعندما يصلون إلى هناك، يبدأ السباق نحو الشمال، حيث شواطئ سبتة في انتظارهم. إنها مغامرة حقيقية، ومؤكد أنها ستجعل قصصهم تُروى في أوروبا لعقود قادمة.
لكن، حتى ذلك الحين، يستمر الجزائريون في السير نحو “الحلم الأوروبي”، مارين عبر المغرب، البلد الذي أصبح بالنسبة لهم “طريق الحرير” الجديد نحو أوروبا.
فمن كان يتخيل أن المملكة المغربية ستصبح بوابة الهروب الجديدة للجزائريين الطامحين لحياة أفضل؟
إنها بالفعل رحلة ساخرة من اليأس إلى الأمل، تُروى على شواطئ المغرب، وقد تكون بداية لقصص نجاح… أو ربما لفيلم كوميدي طويل.