تعتبر مدينة طنجة واحدة من بين أبرز المواقع الاستراتيجية في المغرب التي تعزز خطط المملكة لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر.
تقع المدينة في نقطة تقاطع حيوية بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ما يجعلها مؤهلة للاستفادة من الظروف المناخية المثالية لتوليد الطاقة المتجددة، خصوصًا طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وتمثل هذه العناصر أساسًا قويًا للمملكة في سعيها لتلبية أكثر من 4% من الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، كما ورد في التقرير الصادر عن بلومبرغ.
وتعد طنجة واحدة من المواقع المهمة لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، حيث يتوفر فيها تلاقي الرياح القوية مع وفرة الشمس، ما يتيح إمكانيات هائلة لإنتاج الطاقة النظيفة.
ومن الجدير بالذكر أن المغرب خصص مساحة تبلغ مليون هكتار لدعم الاستثمار في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وهو جزء من استراتيجية وطنية تهدف إلى جذب استثمارات كبيرة في هذا القطاع المستقبل.
وبالنظر إلى قرب طنجة من أسواق الاتحاد الأوروبي، فإن هذه المشاريع ستكون بمثابة بوابة لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى هذه الأسواق، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتشير الأرقام الواردة في تقرير لوكالة بلومبرغ إلى أن قيمة المشاريع المعلنة في المغرب لإنتاج الهيدروجين الأخضر قد تصل إلى 300 مليار دولار، مع توقعات بمشاركة شركات عالمية مثل “طاقة” الإماراتية، و”أكوا باور” السعودية، و”توتال” الفرنسية، و”CWP” الأسترالية.
وتتؤقب هذه الشركات، وغيرها من اللاعبين الدوليين، الحصول على الأراضي اللازمة لإقامة مشاريعها في مناطق مثل طنجة، والتي تعد موقعًا محوريًا لهذه الاستثمارات الكبيرة.
كما يتوقع أن توفر هذه المشاريع قدرة إنتاجية تصل إلى 120 غيغاواط من الكهرباء النظيفة، وهو ما سيوفر فرصًا صناعية كبيرة وسينعش سوق العمل في المنطقة.
ومع ذلك، تواجه صناعة الهيدروجين الأخضر في طنجة وفي المغرب عمومًا تحديات كبيرة تتعلق بتطوير التقنيات اللازمة لتحقيق إنتاجية تنافسية.
كما أن تطوير البنية التحتية اللازمة لتخزين ونقل الهيدروجين يشكل تحديًا إضافيًا. وبالرغم من هذه التحديات، فإن التزام الحكومة المغربية بتطوير هذا القطاع، عبر توفير المساحات اللازمة للمستثمرين وتحسين البيئة التشريعية، يوفر فرصة كبيرة لتحقيق نمو مستدام.