نجحت جهة طنجة تطوان الحسيمة في بلورة تجربة رائدة على المستوى القاري في مجال استغلال المياه المعالجة، بفضل توفرها على بنيات تحتية متطورة، وتقنيات حديثة، وخبرة واسعة في هذا المجال.
ومما لا شك فيه، فإن جدوى هذه البنيات التي تعد من أبرزها محطة المعالجة بوخالف بطنجة ومثيلتها في مدينة المضيق، هي محطة تمودا باي، قد تجلت بشكل كبير في ظل التحدي المرتبط بندرة المياه الصالحة للشرب.
واذا كان استغلال المياه المعالجة التي تنتجها المحطتين المذكورتين، والتي تقدر كمياتها بٱلاف الأمتار المكعبة، ما يزال محصورا في سقي المناطق الخضراء وملاعب الغولف، وغيرها من الفضاءات، فانه سيكون من المجدي التفكير في نطاق نطاق استخدام المياه المعالجة ليشمل مجالات أخرى، مثل غسل السيارات، والصناعة، والزراعة.
وتجد أهمية التفكير في استغلال المياه المعالجة في هذه المجالات، مبررها في الحفاظ على مناصب الشغل من خلال ضمان استمرار الأنشطة الخدماتية والصناعية بشكل عادي،بدل تقييدها، كما حصل مع محلات غسل السيارات التي أصبحت ملزمة بحصر فترة نشاطها في أربعة أيام فقط في الأسبوع.
والاكيد ان الترخيص باستغلال المياه المعالجة في بعض الأنشطة الخدماتية والصناعية، من خلال ٱليات إجرائية مناسبة يمكن اعتمادها، يمكن ان يكون احد الحلول المبتكرة لتحقيق التوازن بين الحفاظ على الموارد المائية وتلبية احتياجات المجتمع،.
وسيساهم هذا الخيار لا محالة في تحقيق أهداف التدابير الاستثنائية التي لجأت إليها السلطات العمومية لمواجهة التحديات المرتبطة بنظرة المياه، بدون التأثير على السير العادي لهذه الأنشطة التي توفر فرص شغل لاعداد كبيرة من المواطنين.
جدير بالذكر، ان محطة بوخالف التي تم انجازها على مدى ثلاثة مراحل، تصل قدرتها في معالجة المياه العادمة، إلى 45 الف متر مكعب، وقد مكنت، وفق آخر الإحصائيات من توفير 3.4 مليون متر مكعب، مع سفير 285 هكتار من المساحات الخضراء.