برامج معادة وغياب الرياضة وعدم الالتزام بدفتر التحملات بحلول الأسبوع القادم، يكون قد مر شهران على بداية البث الأرضي لقناة “ميدي 1تي في” وهي فترة تعتبر كافية من اجل الحكم على القناة ومدى تطبيقها للخطة التي أعلن عنها مديرها العام قبل التحول إلى البث الأرضي، وهو الأمر الذي اعتبر ثاني تغيير كبير تعرفه القناة بعد التغيير المهم الأول والذي تمثل في تحولها من القطاع العام، وبالرغم من الآمال العريضة التي وضعها البعض في القناة، فإن عملية التحول هذه لم تساهم في إحداث تغييرات كبيرة يمكن أن تجلب للقناة جمهورا كبيرا يساعدها على الأقل في مزاحمة باقي القنوات التابعة للقطب العمومي، ف”ميدي1 تي في” التي بدأت بطموحات كبيرة بدا جليا الآن أن وسائلها المتاحة لا يمكنها من تحقيق تلك الطموحات، وهو ما يظهر جليا في فقر شبكة البرامج التي تعتمد على الإعادات وعلى البرامج الوثائقية المستوردة التي يكون بعضها قد انتج قبل أكثر من سنتين أو ثلاث. الخط التحريري انطلقت قناة “ميدي1 تي في” كقناة إخبارية، وعند الإعلان عن تحويلها إلى البث الأرضي أكد المسؤولون، أنها ستخفف من مظهرها الإخباري من أجل تقريبها أكثر من الطابع المنوعاتي، عن طريق برامج منوعة وفقرات رياضية لكن بعد مرور أسابيع لا تزال القناة تجد صعوبة كبيرة في الخروج من إطارها الإخباري، حيث إن النشرات الإخبارية لاتزال تحتل مساحة كبرى، نفس الأمر بالنسبة إلى البرامج والمجلات الإخبارية في الوقت الذي تعتبر فيه البرامج المنوعاتية شبه غائبة، أما الرياضة فتقتصر على برامج نقاشات بعد أن أكدت القناة بداية هذا الأسبوع عبر برنامج” بطولتنا” أنها لن تنقل أطوار البطولة الوطنية، والغريب في الأمر أن بعض صحافيي القناة ومسؤوليها عادوا من جديد للحديث عنها كقناة إخبارية. دفتر التحملات لا يمكن الوقوف كثيرا عند نقطة عدم التزام القناة بدفتر التحملات، على اعتبار أن جميع القنوات المغربية لا تلتزم به حيث يتم تسجيل خروقات كبيرة في هذا المجال، مع استمرار غض الطرف من قبل الجهات المسؤولة، لكن اللافت للنظر في وضعية قناة “ميدي1 تي في” هو عدم التزامها ببعض الخطوط العريضة من دفتر التحملات التي التزمت به، وعلى رأسها التعدد اللغوي حيث نجد مثلا غياب الأمازيغية بالإضافة إلى عدم الالتزام بالحصص المخصصة للأفلام السينمائية، والغياب الكلي للمسرحيات وتجاهل الاهتمام بالبرامج الدينية ليستمر من جهة أخرى طرح السؤال حول مدى التزام القناة بالبند الذي يدعوها إلى المشاركة في تمويل الأفلام والأعمال الفنية المغربية، والتي تبقى هي الغائب الأكبر على القناة. شبكة البرامج يمكن اعتبار أن شبكة برامج القناة تعتبر هي نقط الضعف الكبرى بالنسبة إليها، وهي الشبكة التي تعاني من ضعف ، مما يجبر “ميدي1 تي في” على الالتجاء من جهة إلى سياسة الإعادات المملة، ومن جهة ثانية إلى إدراج أشرطة وثائقية عفى عليها الزمن، وتعتبر هذه النقطة جد مهمة على اعتبار أن القناة تدرج في بعض الأحيان أشرطة وثائقية لم تعد لها قيمة علمية بسبب التغير الكبير الذي تعرفه المعلومات التي احتوت عليها، مثل الشريط الذي قدم حول مقتل الحريري أو الأشرطة التي تتناول مجموعة من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط. وبالرغم من المجهود المبذول في المجلات الإخبارية المخصصة للنقاشات فإن أغلبها لا يقدم نقاشا راقيا، في الوقت الذي لم تقدم برامج الاستطلاعات والتحقيقات ما هو مرجو منها، بالرغم من أن القناة أعلنت في البداية أن هذه النوعية من البرامج ستكون هي قوتها الداعمة بالإضافة إلى البرامج المبنية على سياسة القرب. الانخراط في القطب العمومي عدم حضور مسؤولي القطب العمومي لعملية إطلاق البث الأرضي للقناة كان إشارة واضحة عن علاقة القناة بالقطب الذي من المفروض أنها جزء منه، وهي العلاقة المنعدمة كليا، وحرمان القناة من نقل مقابلات الدوري الوطني أكبر دليل على أن “ميدي1 تي في” التحقت بالقطب العمومي فقط من أجل تمكينها من البث الأرضي، وبالتالي من جزء من كعكة الإشهار، لهل ذلك يساهم في تحسين مداخيلها المادية إلا أن هذا الوضع الشاذ يطرح العديد من الأسئلة الضرورية حول علاقة القناة بالقطب العمومي ومدى خضوعها لسلطة لعرايشي ووزارة الاتصال وهل القناة بحكم القانون ستطالب، مستقبلا بعقد برنامج يمكنها من الحصول على الدعم المادي أسوة بالقناتين الأولى و الثانية؟
أخبار اليوم