بقلم: بثينة آيت عمران
من يسمع وعد رئيس الجماعة الحضرية بطنجة خلال اليوم الدراسي حول النقل الحضري الاخير، بأن المرحلة القادمة في تاريخ هذا القطاع ستكون أفضل من سابقتها، لا شك أن ذاكرته ستعود حتما الى نحو عشر سنوات عندما فازت شركة النقل الاسبانية بعقد تدبير المرفق مع المجلس الجماعي أنذاك.
فقد استبشر الناس خيرا منذ الوهلة الاولى وهم يشاهدون عربات الشركة الجديدة تجوب شوارع المدينة و تلمع في وجوهههم داعية إيهام الى الاستفادة من خدماتها الأكثر جودة من حافلات الشركة التي تحمل إسم المدينة باللغة الأمازيغية. لكن فترة قصيرة من فترة استغلال هذه الشركة لقطاع النقل بطنجة كانت كافية ليظهر للسكان أن الحافلات التي كانت مزودة بالمكيفات الهوائية ومنبهات الاشعار بالوصول الى محطة التوقف، لم تكن سوى ما يمكن تشبيهه ب، “وجه الصندوق” عند بائعي الخضر والفواكه الذين يحرصون على وضع الطازج من بضاعتهم دائما في الواجهة.
وهكذا اضطر سكان طنجة الى التعايش مرغمين مع خروقات الشركة الاسبانية، فقنعوا ببراريك متنقلة طالما أزهقت عشرات الأرواح لأسباب متعلقة بصيانتها وأخرى مرتبطة بتهور سائقيها.
واليوم يتساءل سكان المدينة، هل العربات التي شاهدها الناس أمام مقر الجماعة الحضرية بداية هذا الأسبوع هي أيضا ” وجه الصندوق”، أم أن العمدة مدرك لما يقولن ويعني حقا أن معاناة الطلبة والمناطق النائية ستنتهي مع توقيع اتفاقية التدبير المفوض الجديدة مع المجلس الجماعي.