و م ع
رست ظهر يومه الجمعة بميناء طنجة المتوسط، باخرة ثالثة تقل على متنها 1788 راكبا، جلهم من المغاربة المقيمين بليبيا عادوا إلى أرض الوطن بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا.
وأقلت الباخرة “ميسترال”، التي أرسلت بتعليمات ملكية سامية لترحيل أفراد الجالية المغربية ، 1712 مغربيا بالإضافة إلى مواطنين من مصر (24) والجزائر (21) وليبيا (15) ومالي (6) والسودان (4) وموريتانيا وتونس وسوريا (2 لكل منها).
وقد اتخذت السلطات المحلية، بتنسيق مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن والوقاية المدنية والهلال الأحمر المغربي والدرك والجمارك والأمن الوطني، مختلف التدابير الضرورية بميناء طنجة المتوسط لاستقبال العائدين في ظروف جد حسنة.
وأشار مصدر طبي إلى أن أربعة عائدين، وصفت حالتهم ب “الحرجة”، نقلوا على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بطنجة لتلقي الإسعافات الضرورية، ويتعلق الأمر بشخصين مصابين بالفشل الكلوي وامرأتين في الأشهر الأخيرة من الحمل تعانيان من “الإرهاق” نظرا لطول الرحلة.
كما وضعت كل من مؤسسة محمد الخامس والهلال الأحمر المغربي فرقا طبية في عين المكان لتقديم الإسعافات والفحوصات الضرورية، فضلا عن فرق الدعم النفسي لمساعدة بعض العائدين على تجاوز الصدمات النفسية الناجمة عن مشاهد المواجهات بليبيا.وأفاد عبد الجبار بوروة، مسؤول بقطب التواصل بمؤسسة محمد الخامس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن عملية استقبال العائدين تمت في ظروف “جيدة جدا” بفضل التدابير المهمة التخذة.
وأوضح في هذا الصدد أنه تم تجنيد أزيد من 200 عنصر من مؤسسة محمد الخامس للتضامن والهلال الأحمر والوقاية المدنية ووزارة الصحة، ومجموعة من سيارات الإسعاف، للتعامل مع الحالات التي تستدعي تدخلا طبيا، سواء بالمستشفى أو في عين المكان.
من جهة أخرى، أكد السيد بوروة أن مؤسسة محمد الخامس عبأت أزيد من 100 حافلة لنقل المغاربة العائدين إلى وجهاتهم النهائية بالمدن والمناطق التي ينحدرون منها بمختلف جهات المملكة.
وثمن مجموعة من العائدين على متن هذه الرحلة البحرية، الثالثة من نوعها، المبادرة الملكية السامية لترحيل المغاربة المقيمين بليبيا ومواطني بعض الدول الصديقة .
كما أشاد مجموعة من الأجانب العائدين على متن الرحلة ذاتها بهذه المبادرة المغربية الإنسانية التي تدل على تضامن المملكة المغربية مع البلدان العربية.
وسبق لباخرتين مغربيتين أن أقلتا، إلى ميناء طنجة-المتوسط، حوالي أربعة آلاف مغربي ومائة مواطن من دول صديقة للمغرب في إطار الجسر الذي أقامته المملكة لترحيل رعاياها من ليبيا، وتشرف على تسييره الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون.