رغم التنظيم المحكم الذي ميز مباراة المنتخب الوطني المغربي بنظيره الأرجنتيني على أرضية ملعب “ابن بطوطة” الكبير بمدينة طنجة، إلا أن تزامن “العرس الكروي” مع الاضطراب الجوي الذي تشهده المدينة، لم يشفع في تبرير بعض الاختلالات التي شهدتها مجريات اللقاء بسبب الرياح القوية.
وبإجماع مختلف المتتبعين، بما فيها الصحافة الأرجنتينية، كان لهبوب الرياح القوية، تأثير كبير على مستوى لاعبي المنتخبين من خلال غياب اللمسات الفنية لنجوم الفريقين.
ومباشرة بعد اللقاء الكروي، تعالت أصوات تنتقد اختيار موقع ملعب “ابن بطوطة” الكبير، في منطقة تعتبر عرضة لمختلف العوارض الجوية. لكن مراقبين يرون أن تنزيل صفقات إنجاز هذا المركب الرياضي، بشكل سليم كان من الممكن أن يساهم في توفير الظروف الملائمة لمجريات هذا اللقاء الكروي الهام.
من بين ردود الفعل التي أعقبت المباراة، ما عبر عنه القيادي في حزب الاستقلال، عادل بن حمزة، الذي اعتبر أن المناسبة الرياضية، “تحولت من فرصة للترويج لصورة المغرب الرياضية والسياحية إلى مسخرة ضحكت من غبائها الأمم.”.
وطالب بن حمزة، من خلال صفحته على فيسبوك، بضرورة فتح تحقيق في صفقة بناء هذا الملعب الذي وصفه بـ” الممر الهوائي”، مسجلا إغفال المهندس المشرف على بنائه، لعامل مهم جدا، ألا وهو تموقع الملعب بالقرب من ملتقى التيارات الهوائية بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، علاوة على الشكل الهندسي الذي يستبيح للرياح أن تفعل ما تشاء داخل المستطيل الأخضر.
ويسجل المراقبون في هذا الإطار، تلكؤ الجهات المسؤولة، في القيام باستكمال بناء الملعب الذي أصبح قبلة لكبريات الأندية و البطولات العالمية، التي استقطبت عشرات الآلاف الجماهير المغربية والأجنبية فضلاً عن تسويق صورة المغرب سياحيا ورياضيا.
وفي هذا الصدد، أثيرت أكثر من علامة استفهام بخصوص مصير المشاريع والميزانيات التي سبق تسطيرها في مناسبات سابقة لفائدة توسعة هذا الصرح الرياضي، كان آخرها المشروع الذي تم تقديمه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث تعهدت الجهات المسؤولة بالعمل على رفع عدد مقاعد المدرجات من 45 ألف إلى 70 ألف.
كما كان من المفترض أن تشمل عملية استكمال توسعة الملعب، كلا الجهتين الشمالية والجنوبية، اللتان تتكونان من طابق واحد، عكس الجهتين الشرقية والغربية اللتان تتكونان من طابقين ، وهو الأمر الذي أثر كثيرا على مباراة أمس بسبب الرياح القوية.