تنويه: قبل حوالي عقد من الزمن الفائق السرعة، كان الداعي لكم بالخير قد كتب ما يلي في زاويته “حديث السبت” على صفحات “جريدة طنجة”.. كان (اليوم) غداً قريباً لناظره… وهاكم اقرؤوا تفائلي.
***
عندما يكون الحلم بحجم التطلعات والعزائم يصبح أقرب إلى الحقيقة.. ولا شيء غير الحقيقة.. كل الحقيقة..
عندما فتح الزميل النقيب سعيد كوبريت، وهو يبسط حصيلة فرع النقابة أمام ملأ 24 أكتوبر 2009، نافدة على مشروع “بيت الصحافة” الضخم جداً جداً، تخلص الأعضاء المؤتمرون من جميع الأسئلة الساخنة والصاخبة التي تميز مثل هذه المناسبات وانقادوا طوعاً لاستحسانهم وإعجابهم بهذا المولود الجديد الذي ازداد عملاقاً… ولا يسعنا إلا أن نسمي الله ونبارك..
بيت الصحافة شرفة على المستقبل بكل تأكيد.. و قبل ذلك هو معقل لذاكرة الصحافة والصحافيين في هذه المدينة الرائدة.. ومجمع شتات أسرة الصحافة والإعلام التي شبعت (تشرداً)..
وعندما يضع الجميع أسلحة الخلاف والاختلاف جانباً في جمع عام اعتدنا أن نسمع فيه كل أصناف الدبدبات الصوتية.. ونشاهد ما لا يسرّ ولا يعجب… يصير المستحيل ممكناً ويصير الصعب هيناً..
***
كانت (البيوت) دائماً مصدر أمن وأمان.. من دخلها فهو آمن..
وكانت، أيضاً، مأوى وملاذا للعائدين… من التيه والخلاء.
من لا بيت له.. لا حياة ولا مستقبل ولا كرامة له..
الصحافيون في (بيتهم).. معناه: إنهم في منأى من شمس الفضيحة الحارقة، وفي حفظ من زمهرير الوقت الميت..
هذا بيتنا نفخر به.. وهذا عنواننا لا نحيد عنه قيد أنملة.. ولا نجد له بديلاً نحن الموقعين عمقه بعرق الجد على صفحات سجل ضبط واعتقال المنجز الصحفي في مدينة الصحافة بامتياز..
***
الواقع أن زملاءنا في مكتب فرع طنجة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية قد صنعوا (الحدث) الصحفي ، ليس في طنجة فقط ولكن في المغرب برمته، برهانهم على الأرحب والأصعب في آن، وركوبهم على العالي والعامر..
إن مجرد التفكير في إنجاز مشروع بهذه الضخامة، هو في حد ذاته مغامرة لا يقوم بها إلا الراسخون في المسؤولية والذين يقدرونها حق قدرها.. أما أن يتم تحقيق كل هذه الخطوات على درب مشروع الصحافة المغربية التاريخي، وفي زمن قياسي، فهو لعمري الطموح المشروع الذي يجب أن يتحلى به كل طالب مؤتمن على مطالب مستحقة للأسرة الكبيرة للإعلاميين..
إن ما قدم من شروح ومجسم ونقط وإجراءات ليبعث على الأمل ويجعل الواحد منا يطمئن على سؤال (الاجتماعي) لفائدة ممتهني المتاعب وتابعيهم …إلى يوم الدين.
***
بيت الصحافة:(فضاء يحتوي على مركز للإعلام المتوسطي، وقاعة للمؤتمرات، ومطعم ومقصف، ومسبح وملاعب رياضية، وغرف للإيواء… وغيرها من البنيات والتجهيزات التي تتيح لنا جميعا الفرص السانحة للتأمل، والعمل، وفق ظروف تعيد بعضاً مما تستحقه هذه المهنة من كرامة وقيمة وإعادة اعتبار…)
وغايتنا أن يمهلنا الأجل حتى نحج بيتنا.. نسرح ونمرح في أركانه ومرافقه… ولما لا عقد المؤتمر المقبل (2013) في قاعته الكبرى .. هذا ما نتمناه… آمين.
– نلتقي !