وجه العضو البارز بحزب الأصالة والمعاصرة، عبد الرحيم بوعزة، انتقادات شديدة للحكومة كونها فشلت في احتواء الأزمة التي تشهدها مدينة الفنيدق منذ فترة طويلة، وذلك بسبب إغلاق المعبر الحدودي الذي يربط بين ذات المدينة وحاضرة سبتة المحتلة.
واعتبر بوعزة، في سياق تعليق له على الأحداث التي شهدتها مدينة الفنيدق مؤخرا، أن الفشل الحكومي يتجلى كذلك في العجز عن إيجاد بدائل كفيلة لساكنة المنطقة وخاصة فئة الشباب بما يضمن لهم فرص عمل قارة وشروط العيش الكريم.
وانتقد العضو البارز بحزب الأصالة والمعاصرة، في نفس الإطار السياسة الحكومية الفاشلة والكارثية في مجال التشغيل خصوصا ما يرتبط ببطالة الشباب حاملي الشواهد. مستحضرا تحدي عدد من شباب المنطقة سوء الأحوال الجوية واضطراب البحر من أجل العبور سباحة من الفنيدق في اتجاه ثغر سبتة المحتلة. وهو ما نجم عنه تسجيل حالات غرق ومآسي حقيقية في نفس الساكنة وخاصة منهم عائلات الضحايا.
بوعزة أشار إلى أنه لم يتفاجأ كثيرا بخصوص هذا الوضع، مؤكدا على أن الأمور ستصير أسوء في حال لم تتم تفعيل مبادرات ميدانية تخفف من وطأة الأزمة، خاصة وأن الفنيدق تعتبر بمثابة “نقطة سوداء” سواء على صعيد جهة طنجة تطوان الحسيمة أو الصعيد الوطني، كما أنها معبر حدودي وبالتالي تشكل فضاء لتجمع أعداء هائلة من الناس الراغبين في اجتياز الحدود سواء من المغاربة أو من مواطني دول إفريقيا جنوب الصحراء.
واعتبر المتحدث أن هؤلاء الراغبين في اجتياز المعبر الحدودي، لديهم قاسم مشترك ويتملكهم هاجس واحد لا أقل ولا أكثر، كونهم لم يجدوا الفرصة المواتية لتحقيق ذواتهم في جهة من جهات المغرب، الأمر الذي يجعلهم يقصدون الفنيدق للبحث عن فرصة للانتقال بوضعيتهم اجتماعيا واقتصاديا إلى أفق أفضل وأرحب.
وتحدث بوعزة عن ارتفاع منسوب إيقاع الهجرة القروية نحو المدن، الأمر الذي كان له تأثير سيء على الأوضاع المعيشية لفئات عريضة من الساكنة.
وقال بوعزة إن واقع الشباب في المنطقة يحتاج إلى معالجة دقيقة تصب في عمق إشكالية البطالة، مؤكدا على ضرورة إقرار برامج ومشاريع تنموية ميدانية تحد من ظاهرة “الهجرة السرية”، وذلك حتى يكون ذلك سببا مؤثرا لبعث إشارات تفاؤل بغد أفضل ويسهم في عدد تفكير هؤلاء الشباب في خوض تجربة ركوب “قوارب الموت”.