إنطلقت فعاليات الدورة الثالثة لمعرض الكتاب بمدينة العرائش، تحت شعار “الكتاب منارة تجمع الضفتين”، وذلك تكريما لروح الكاتب والأديب العرائشي محمد الصيباري، وإختيرت هذه السنة إسبانيا ضيفة شرف المعرض.
ويعرف المعرض المنعقد بالمركز الثقافي ليكسوس باب البحر، من 13 إلى 20 ماي الجاري، أنشطة مكثفة ومميزة يعرفها بحضور كتاب، شعراء وأدباء من المغرب وإسبانيا، فضلا عن عدد من الطلاب والمهتمين بعالم الكتاب والأدب.
وقالت ماريا الصيباري إبنة الكاتب الراحل، إنها فخورة بما أنجزه والدها في مجال الأدب والكتابة. مضيفة أن والدها الصيباري أخذ مدينة العرائش إلى العالمية.
في حين وجه إبن الكاتب الراحل، الذي يقيم في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ياسين الصيباري، وجه كلمة شكر مصورة، إعتبر خلالها أن تكريم والده هو إعتراف صريح بما قدمه من أدب وكتابة، لطالما دعت للحوار والتعايش والإحترام المتبادل.
من جانبه أشار رئيس مجلس جماعة العرائش عبد المؤمن الصبيحي، إلى أن وقع اختيار مملكة إسبانيا ضيفة شرف هذه الدورة، هو انسجام للتقارب الاستراتيجي وللسياق الثقافي المتطور الذي صار يشهده البلدان، ستجعل هذه النسخة غنية بالحوار الثقافي المغربي الإسباني انسجاما مع الرؤية المنفتحة لجلالة الملك محمد السادس .
محمد علالي مدير المركز الثقافي بالعرائش، أكد على أهمية المعرض، الذي عرف تنسيقا محكما مع الجمعيات والكُتبيين، وكذا مع جماعة العرائش بمختلف موظفيها وأقسامها، فضلا عن التنسيق على أعلى مستوى للتحضير لهذا المعرض.
وإعتبر علالي، في تصريح للجريدة الإلكترونية طنجة24 أن معرض هذه السنة، فرصة للكُتاب والمهتمين بالحقل الثقافي، لاكتشاف عوالم الكتاب، مضيفا أن معرض الكتاب هو موعد لا محيد عنه وسيتكرر سنويا.
يشار إلى أن إدارة معرض الكتاب في دورته الثالثة، قررت دعوة الكاتب والصحفي الشهير محمد الصديق معنينو ليلقي محاضرة إفتتاحية حول العلاقات المغربية الإيبيرو-فرنسية في ميزان الدولة العلوية الناشئة، خلال القرن السابع عشر، تطرق فيها لعدد من الأحداث المفصلية التي لعبت فيها العرائش دورا محوريا في حماية الدولة المغربية، من بينها معركة العرائش، ومعركة وادي المخازن.
وكانت العرائش ومازالت مهد الكتابة والأدب والقراءة، ومقرا ومرقدا لعدد من الكتاب والأدباء، من بينهم محمد شكري الذي درس وعاش في مدينة العرائش، والكاتب باللغة الإسبانية محمد الصيباري، والكاتب الإسباني إبن العرائش سيرخيو بارصي، والسويدي محمد كنوت، والفرنسي جون جونيه، والكاتالاني الإسباني خوان غويتيصولو المدفونين في المقبرة الإسبانية بالعرائش.
الكاتب محمد الصيباري، غادر الحياة عن سن يناهز 68. وقد عرف الصيباري بكتاباته باللغة الإسبانية ، وحصل على عدة جوائز في الأدب داخل الوطن وخارجه، كما كرم الفقيد في عدة محافل فكرية وأدبية وطنية ودولية، وحصل على وسام استحقاق من العاهل الإسباني خوان كارلوس سنة 2003 ، والجائزة الاسبانية “بابلو نيرودا ” المخصصة للادب سنة 2004 ، والجائزة الدولية للإبداع ” ناجي نومان ” سنة 2010 ، وجائزة “أوكري إي أورو” للفنون ببرشلونة سنة 2010.
الجدير بالذكر أن حفل الإفتتاح حضره عامل إقليم العرائش بوعاصم العالمين، ورئيس جماعة العرائش عبد المؤمن الصبيحي، ورئيس المجلس الإقليمي عبد الحكيم الأحمدي، ومدير المركز الثقافي محمد علالي، وباشا العرائش، وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين.
وشارك أيضا ممثلون عن السلك الدبلوماسي الإسباني، ومركز سيربانتس Cervantes العرائش. فضلا عن عدد كبير من المثقفين والشعراء والأدباء، وكذا نشطاء المجتمع المدني الثقافي والأدبي، وجمهور عريض من المهتمين.