في إطار سلسلة ندواتها الرقمية “تبادل من أجل فهم أفضل”، نظمت مؤسسة الرعاية التجاري وفا بنك، يوم الخميس 22 أبريل 2021، عبر تقنية البث المباشر، ندوة رقمية رفيعة المستوى حول موضوع ”الشكر والتسامح والعطاء: مراجعة لبعض تعاليم الفكر الصوفي الإسلامي“ ، والتي شهدت مشاركة السيد علي بنمخلوف، الأستاذ بجامعةParis-Est Créteil.
وأوضح بلاغ صادر عن المؤسسة أن المناقشة، التي أشرفت على إدارتها الصحفية أسماء سويطات، تناولت مفهوم وخصائص القيم المذكورة وفق الرؤية الصوفية.
وتابع ذات المصدر أنه في ظل الأزمة الآنية التي يمر بها العالم على جميع الأصعدة، فإن لقيمة الشكر منزلة روحانية كبيرة وأهمية بالغة. فهي “ترفع حجاب الجحود وتشعرنا ِّ بالنعم الإلهية “. ولكن للوصول لهذه الغاية، وجب على الإنسان أن يتبنى أسلوب حياة قائم على ثلة من التمارين الروحانية. ” فبالنسبة للعلماء الصوفيين، يمكن تطوير هذه القيمة باستمرار من خلال الذكر والتضرع إلى الله ، لأن الإلحاح في الدعاء يريح الكون من تقلباته ويريح الإنسان من كربه”. وبالموازاة مع ذلك، فإن العمل المستمر على تغليب التسامح في المعاملات ممكن من خلال تبني القيم التالية: اليقظة، والمحاسبة، والإنابة.
إن مفهوم الشكر يعني الاحتفاظ بالأمل والتصميم في عز البلوى والمصائب (الأزمة الصحية الحالية).
ما هو الحد الفاصل بين الشكر والإيمان بالقضاء والقدر؟ يتحدث المتصوفة المسلمون عن التوكل، أي الرضا بالقضاء والقدر. وهذا يعود إلى واحد من المبادئ الرواقية: “الرضا ليس ً استسلاما، لأن الرضا مصحوب بالعزيمة “.
أما بخصوص قيم الإيثار والعطاء، يردف البلاغ ، أنه يجب أن ننظر إليها من وجهة نظر كونية. لأنها بحسب العلامة أبو العباس سبتي تؤثر على الوجود. لكن هل هذه الممارسة سهلة في أوقات الأزمات والشدائد نعم، لأن الإيثار والتضامن ممكن في كل وقت وحين. وهو الأمر الذي عززه أبو الفلسفة الحديثة ديكارت قائلا: “ما يكلفنا القليل، يفيد الغير ً كثيرا “. والواقع أن العطاء أخذا وليس نقصا “لا تسأل اعط!”.
وفي الختام، فإن التسامح قيمة من القيم العظيمة في دين الإسلام. وقد جاء ذكره في جميع سور القرآن الكريم باستثناء سورة التوبة. إن التسامح ممارسة ينبغي أن يأخذ بها الإنسان في معاملاته لأن جل جلاله رحمان رحيم بعباده. “التسامح صفة إنسانية تتفاعل ً ديناميكيا مع المحبة. فكلما غفرت كلما زادت محبتك للغير”. وبحسب رابعة العدوية، إذا طلبنا المغفرة، يجب أن نغفر لطلبنا. ففي النهاية، الغفران هوالصلاة.
ومن خلال هذه الندوة التي تطرقت إلى العديد من الأسئلة المطروحة من لدن رواد الإنترنت والتي أجاب عليها الضيف بصرامة واهتمام، أبانت مؤسسة التجاري وفا بنك مرة ثانية عن رغبتها في تعزيز النقاش والتفكير في الموضوعات الثقافية والفلسفية من خلال دعوة الشخصيات المشهود لها بسعة الطالع وبحسهم التشاركي.
رابط الإعادة: