تدريبات مكثفة ومجهودات مضاعفة، تلتزم بها فرقة “الجْغايْمية” التابعين لمدرسة ميطو للألعاب المشهدية وفنون السيرك بمدينة العرائش، سعيا منهم لتحقيق حلم أسطورة الجْغيم بشمال المغرب، “ميطو”.
جرعات زائدة من الإنضباط، وحركات مدروسة يتم إعادتها بإستمرار، ورقصات فنية، تشرف عليها مصممة الرقصات السويدية “لويس كفاربي” بكل عناية.
إختيارات دقيقة للملابس، تعود للعصور الوسطى، ومستوحاة من الأزياء المغربية والفينيقية، مصممة من طرف المغربية نعيمة أوباها، والسويدية “بيبسا بوكا”.
حركية ونشاط بفندق زلجو، حيث تنظم ندوات ولقاءات للتعريف بمشروع مدرسة “ميطو” لألعاب السيرك، تشرف عليها كل من جمعية الجمباز والألعاب البهلوانية بالعرائش، وجمعية “يوردبرو” للأوركسترا العالمية.
“وْجّد عاود” هي كلمة السر بين “الجغايمية”، تلك الجملة التي ستجعل من العرض المسرحي الذي سيحتضنه حصن الفتح السعدي طوال أيام الجمعة والسبت والأحد 28، 29، و30 يونيو الجاري على الساعة التاسعة 9 ليلا، حلما يرضي جزء من أحلام “ميطو”.
ويعتبر الأسطورة الشهير ومدرب فنون السيرك “ميطو”، وإسمه الحقيقي عبد الحميد أخزان، أن المشروع سيكون عنده صدى كبير. وأضاف “منذ سنين وأنا حريص على دعم الأطفال، وحمايتهم من مخاطر التشرد والأفكار المتطرفة.”
وكشف “ميطو” أنه سعيد “لأن مدرسة السيرك المدعومة من طرف المعهد السويدي، ستكون مدرسة للحياة، وستملأ الفراغ لدى الشباب”، مؤكدا وهو يغالب دموعه بأن الحلم الذي ناضل من أجله، بدأت معالمه في الظهور.
من جهته يقول المنتج السويدي “يوران ليدبرينك”، إن مشروع السيرك، ومدرسة ميطو للألعاب المشهدية، المدعوم من طرف المعهد السويدي، يدخل في إطار الدعم الممنوح للجمعيات والمؤسسات الغير الحكومية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المشتغلة على قضايا الشباب والمرأة وحقوق الإنسان.
وأضاف “ليدبرينك” إظهار مواهب أخرى لدى الشباب ومزج الأكروبات التقليدي مع أفكار لها علاقة بالمسرح والتاريخ والفنون والتقنيات الحديثة المعتمدة على الأضواء والرقصات.
وتمنى المنتج السويدي أن يكون قد ساهم مع فريقه، ولو بشكل بسيط من خلال العمل مع الشركاء المحليين بالعرائش، في تحفيز هؤلاء الشباب ودفعهم لكي ينشئوا شركتهم الخاصة، ويصبحوا ممارسين لفنون السيرك بشكل محترف ويدر عليهم أرباحا.
يأمل المنظمون في أن ينجح العرض المسرحي ” ميطو ومملكة التنين”، إذ يفكرون بحماس كبير في نقل العرض لمدن مغربية أخرى، ليستمتع أكبر عدد ممكن من الجمهور المغربي.
يقول منسق المشروع المحلي عبد الرحمن السرحاني، بأن الحلم بدأ يتحقق على أرض الواقع . وأضاف السرحاني، “أسطورة “ميطو” تستحق أن يُرد لها الإعتبار ولو بتكريم بسيط، معربا عن سعادته لأن مجهودات “ميطو” لم تذهب سدى، داعيا الجمهور لحضور العرض المسرحي الرياضي، وتمنى أن يعيش اللحظة ويشهد اليوم الذي ستولد فيه مدرسة السيرك بالعرائش.