سجل إقليم تطوان خلال شهر مارس الجاري تساقطات مطرية مهمة ساهمت في تحسين المخزون المائي وإنعاش الموسم الفلاحي، بعد سنوات من الجفاف الذي أثر على المملكة.
ووفق معطيات المديرية الإقليمية للفلاحة، بلغ المجموع التراكمي للأمطار منذ بداية الموسم الفلاحي 420 ملم، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالموسم الماضي، فيما بلغ مجموع التساقطات خلال شهر مارس وحده 170 ملم، مقابل 121,5 ملم في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال المدير الإقليمي للفلاحة بتطوان، عبد الكريم الكنفاوي، إن هذه التساقطات عززت نسبة ملء السدود بالمنطقة، والتي بلغت مستويات قريبة من طاقتها القصوى، كما ساهمت في تحسين الفرشة المائية، مما سينعكس إيجابًا على الأنشطة الزراعية.
وأوضح الكنفاوي أن هذه الأمطار مكنت الفلاحين من مواصلة زراعة الحبوب على مساحة 45.500 هكتار، إلى جانب القطاني (2.220 هكتارًا)، والمزروعات الكلئية (6.200 هكتار)، والخضروات (2.680 هكتارًا)، إضافة إلى الأشجار المثمرة التي تغطي أكثر من 35.000 هكتار، منها 23.500 هكتار مخصصة لأشجار الزيتون.
وفي الجماعة الترابية السحتريين، على بُعد 10 كيلومترات جنوب غرب تطوان، يعمل الفلاحون على العناية بالمزروعات، مستغلين الأمطار الأخيرة لتحسين الإنتاج.
وقال محمد مفتاح، رئيس جمعية مستعملي مياه الري بالمنطقة الفلاحية “أجراس”، إن هذه التساقطات خففت من معاناة الفلاحين وساهمت في تجاوز القيود التي فرضها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باللوكوس في فبراير الماضي، حيث تم تحديد برنامج الري في ثلاثة أيام فقط بسبب نقص الموارد المائية.
وإلى جانب إنعاش الفرشة المائية، ساهمت التساقطات الأخيرة في تحسين الغطاء النباتي، ما من شأنه تقليل تكاليف الأعلاف لمربي الماشية. وأحيت هذه الأمطار، التي شملت معظم مناطق المملكة، آمال الفلاحين في تدارك تأخر الموسم الفلاحي، الذي تأثر بندرة التساقطات في بدايته.