يواصل القطار فائق السرعة، الذي يربط بين طنجة والدار البيضاء، لعب دوره الحيوي في تحفيز الدينامية السياحية على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، بعد أزيد من خمس سنوات على تدشينه من طرف جلالة الملك محمد السادس، الذي كان قد تفضل قبل ذلك بإطلاق اسم “البراق” على هذا الإنجاز المهيكل الواعد.
وقد فرض “البراق” نفسه على رأس أكثر الخيارات المفضلة للسفر من طرف السياح المغاربة والأجانب، بعدما أصبح أكثر من مجرد وسيلة نقل سريعة؛ ليصبح عبارة عن رمز للتنقل المستدام والابتكار الذي يعزز جاذبية الجهة الشمالية برمتها للسياح من مختلف أنحاء العالم.
في عام 2023، واصل المكتب الوطني للسكك الحديدية تسجيل نمو ملحوظ في نقل المسافرين، حيث بلغ عددهم أزيد من 52.8 مليون مسافر، بزيادة 15 في المائة مقارنة بسنة 2022.
من بين هؤلاء، نقل “البراق” وحده أزيد من 5 مليون مسافر، بزيادة 24 في المائة مقارنة بالسنة السابقة. هذه الأرقام تعكس الثقة الكبيرة التي يضعها المواطنون والسياح في هذا القطار، وتعزز من دوره في دعم السياحة بالجهة.
ويسهم “البراق” بشكل كبير في تحسين الوصول إلى المناطق السياحية في جهة طنجة تطوان الحسيمة، مما يسهل على السياح الوصول إلى المعالم السياحية بسرعة وراحة.
حيث يتيح القطار للسياح سهولة الوصول إلى مدينة طنجة الساحرة، التي تشكل منطلقا لاسنتكشاف مختلف الحواضر والقرى بالجهة الشمالية للمملكة الغنية بتنوعها الطبيعي والثقافي.
من الناحية الاقتصادية، حقق المكتب الوطني للسكك الحديدية رقم معاملات قارب 2.55 مليار درهم في 2023، بزيادة 17 في المائة مقارنة بنهاية 2022.
هذا النجاح المالي يعزز من قدرة المكتب على الاستثمار في تحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية، مما ينعكس إيجابًا على تجربة السياح ويشجع على زيادة الإقبال على استخدام “البراق”.
وتعتبر نفقات الاستثمار البالغة 1.13 مليار درهم عند متم 2023 دليلاً على التزام المكتب بتحسين مستويات الأداء وجودة الخدمات. هذه الاستثمارات تسهم في تحسين تجربة السفر، مما يجعلها أكثر جاذبية للسياح الذين يبحثون عن وسائل نقل سريعة ومريحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التحديث المستمر لشبكة السكك الحديدية يساهم في تعزيز السلامة والكفاءة، مما يزيد من ثقة المسافرين.
وفيما يتعلق بالاستدامة، بدأ المكتب الوطني للسكك الحديدية في عام 2024 بتشغيل 90 في المائة من قطاراته الكهربائية بالطاقة الخضراء.
هذا التحول إلى الطاقة النظيفة يسهم في تقليل البصمة الكربونية للنقل السككي، مما يجعل “البراق” خيارًا صديقًا للبيئة. هذا الجانب البيئي يعزز من جاذبية “البراق” لدى السياح الذين يفضلون الخيارات المستدامة.
يعد “البراق” جزءًا من رؤية أكبر لتحقيق التنمية المستدامة في جهة طنجة تطوان الحسيمة. من خلال تحسين وسائل النقل، يساهم القطار في تعزيز الاقتصاد المحلي عبر زيادة الإنفاق السياحي. كما يساعد في خلق فرص عمل جديدة في قطاع السياحة والخدمات المرتبطة بها.
والأكيد أن القطار فائق السرعة “البراق”، يمثل أكثر من مجرد وسيلة نقل. إنه رافعة للتنمية السياحية والاقتصادية في جهة طنجة تطوان الحسيمة. من خلال توفير وسيلة نقل سريعة، مريحة ومستدامة، يعزز “البراق” من جاذبية المنطقة ويجذب المزيد من السياح، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي.