أكد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، أن الجهة تواجه تحديات كبرى مرتبطة بندرة المياه، تغير المناخ، النمو الديمغرافي المتسارع، والاستهلاك غير المستدام، مما يستوجب اعتماد مقاربة شمولية لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.
وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى الدولي حول ترابط الماء، الطاقة، الأمن الغذائي، والأنظمة البيئية، أشار التازي إلى أن الجهة، بحكم موقعها الاستراتيجي وتنوع مواردها الطبيعية، تعد محورا أساسيا في الجهود الوطنية لمواجهة هذه التحديات.
وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت إطلاق مشاريع كبرى لتعزيز الأمن المائي، من بينها مشروع الربط بين سدي واد المخازن ودار خروفة الذي سيمكن من نقل 100 مليون متر مكعب سنويا لتأمين التزويد بالمياه الصالحة للشرب بطنجة الكبرى.
كما يجري تطوير البنية التحتية المائية عبر إنشاء محطة لتحلية مياه البحر بالحسيمة، وانطلاق دراسة محطة مماثلة في طنجة بسعة 100 مليون متر مكعب سنويا.
وفي مجال الطاقة، أشار الوالي إلى أن الجهة تعد رائدة في تطوير الطاقات المتجددة، حيث تنتج مشاريعها للطاقة الشمسية والريحية أكثر من 450 ميغاواط، مع تعزيز جهود النجاعة الطاقية في تدبير الإنارة العمومية.
أما على المستوى الفلاحي، فأكد أن تعزيز الأمن الغذائي يتم عبر توسيع المساحات الزراعية، وإنجاز القطب الفلاحي اللوكوس بإقليم العرائش على مساحة 150 هكتار، والذي سيضم أكثر من 100 وحدة للصناعات الغذائية والمنتوجات الفلاحية.
كما شدد على أهمية حماية النظم البيئية من خلال برامج التشجير، مكافحة تآكل التربة، المحافظة على المناطق الرطبة والساحلية، وحماية الغابات من الحرائق، إضافة إلى تعزيز البحث العلمي والتكوين المهني لمواكبة التحولات المناخية والتكنولوجية.
واعتبر التازي أن تحقيق الأهداف المسطرة يستوجب مواصلة الجهود عبر توسيع مشاريع تحلية مياه البحر، إدماج الطاقات المتجددة في أنظمة الري، تعزيز الفلاحة الذكية مناخيًا، وإحداث منظومة لمتابعة المخاطر المناخية، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم المشاريع الرائدة بالجهة.