بصدور تقرير الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” حول ملف الترشيح الثلاثي لاستضافة كأس العالم 2030، تعود تصريحات والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، لتؤكد ما سبق أن حذر منه بشأن التحديات البنيوية والتنظيمية التي تواجه مدينة طنجة.
ويسلط التقرير، الذي وضع المدينة في مراتب متأخرة مقارنة بمدن مغربية وأوروبية مرشحة، الضوء على مواطن ضعف تتجاوز البنية التحتية لتشمل الأداء السياسي والتنموي المحلي.
وكشف تقرير “فيفا” عن تقييمات متدنية لطنجة في عدة مجالات حيوية. فقد حصلت المدينة على 2.2 من 5 في تصنيف الإقامة، لتحتل المرتبة الأخيرة بين المدن المغربية المرشحة.
كما لم يكن أداء المواصلات أفضل، حيث حصلت على 2.6 من 5، وهو ما يعكس ضعف الربط والتنظيم.
أما ملعب طنجة الكبير، فرغم جاهزيته النسبيّة، حصل على تقييم 4.0 من 5، ما وضعه خلف ملاعب في الدار البيضاء ومدريد وبرشلونة التي نالت تقييمات أعلى.
هذه النتائج تجعل من طنجة نقطة ضعف محتملة في ملف الترشيح الثلاثي، وتطرح تساؤلات حول جاهزيتها لاحتضان حدث رياضي عالمي بهذا الحجم.
وبدت تصريحات الوالي يونس التازي، التي جاءت قبل أسابيع من صدور التقرير، وكأنها تنبؤ بمضمون هذه التقييمات.
فقد وجه انتقادات لاذعة للمنتخبين المحليين، داعيًا إلى تجاوز الخلافات السياسية والشخصية التي وصفها بأنها “تضيع الوقت والجهد”.
وأكد الوالي أن “رهان استعادة ثقة المواطنين هو الأساس”، مشددًا على أن العمل الجماعي والمصداقية هما المفتاح لمواجهة التحديات التنموية.
كما أشار إلى مظاهر العشوائية العمرانية والتجاوزات المجالية التي تهدد استقرار المدينة وتقلل من قدرتها التنافسية.
ويكشف الربط بين التقرير وتصريحات الوالي عن حقيقة أعمق: طنجة لا تعاني فقط من ضعف في البنية التحتية، بل من أزمة إدارة ورؤية.
فرغم الإمكانيات التي تتمتع بها المدينة، بما في ذلك موقعها الاستراتيجي، تبدو مثقلة بخلافات داخلية تعرقل تقدمها. خلافات وصفها الوالي بأنها ناتجة عن “حسابات شخصية”، تجد انعكاسها في أداء المدينة على الساحة الدولية.
ويمثل تقرير “فيفا” أكثر من مجرد تقييم فني؛ إنه رسالة واضحة للفاعلين المحليين بأن الوقت قد حان لتجاوز السياسات التقليدية والعمل بشكل جماعي لرفع مستوى المدينة.
فإذا كانت طنجة ترغب في تحسين تصنيفها ومستقبلها التنموي، فإن تصريحات الوالي يجب أن تُقرأ كدعوة إلى إصلاح جذري يبدأ بإعادة بناء الثقة بين المنتخبين والمواطنين.
ويتطلب تحقيق هذا الهدف ضرورة التخلي عن الصراعات الهامشية والتركيز على مشاريع ذات أثر ملموس تعيد للمدينة مكانتها المستحقة.