وصفت صحيفة دو تلغراف إنديا مدينة طنجة بأنها “مدينة مشرقة وعالمية تذهل بتاريخها وهويتها الفريدة”، مؤكدة أنها تمثل مزيجًا من السحر والغموض اللذين طالما استقطبا الكتاب والفنانين من مختلف أنحاء العالم.
واعتبرت الصحيفة أن موقع طنجة الاستثنائي، المطل على مضيق جبل طارق، حيث يلتقي البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، يمنحها طابعًا فريدًا كجسر بين الثقافات والقارات، ما جعلها عبر التاريخ نقطة جذب للمستكشفين والمبدعين الباحثين عن الإلهام.
وفي مقالها المعنون “ثلاث عشرة تجربة لا محيد عنها في المغرب”، أبرزت الصحيفة الهندية، عبر الكاتبة والإعلامية كارين أناند، ما تزخر به طنجة من إرث معماري وثقافي متنوع، مشيرة إلى أحيائها القديمة التي تعكس مزيجًا من التأثيرات الأندلسية، الأوروبية والمغربية.
كما سلطت الضوء على مقاهي المدينة الشهيرة، التي كانت ملتقى لمفكرين عالميين، فضلًا عن الكورنيش الممتد بإطلالاته البانورامية على المضيق، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشهد السفن العابرة بين القارتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة طنجة لا تكتمل دون استكشاف قصبتها العتيقة، مغارات هرقل، ورأس سبارتيل، التي تشكل محطات أساسية لكل من يريد الغوص في أعماق تاريخ المدينة.
فبين أزقتها الضيقة، تتجلى ملامح ماضيها الزاخر كملتقى للحضارات، فيما تضيف مرافقها الحديثة بُعدًا عصريًا يعكس ديناميتها المتجددة.
ولم يكن الحديث عن طنجة سوى جزء من جولة أوسع في المغرب، حيث توقفت الصحيفة عند مراكش، مدينة الألوان والتناقضات، التي تتميز بمعالم مثل جامع الفنا، حدائق ماجوريل، متحف إيف سان لوران، وفندق المامونية، حيث يمتزج عبق التاريخ مع أسلوب الحياة العصرية.
أما فاس، العاصمة الروحية للمملكة، فقد وصفت بأنها مدينة تعج بالتقاليد، تحتضن أقدم جامعة في العالم، القرويين، وتشتهر بأسواقها الغنية بالحرف التقليدية كالسجاد، الزليج والنحاسيات، مما يجعلها نموذجًا حيًا للحرفية المغربية العريقة.
وفي الدار البيضاء، القلب الاقتصادي للمملكة، ركز التقرير على مسجد الحسن الثاني، بمئذنته الشاهقة المطلة على المحيط الأطلسي، إلى جانب كورنيش عين الذئاب، الذي يوفر تجربة سياحية مختلفة تجمع بين الحداثة وروح المدينة الساحلية.
وبين طنجة وباقي المدن المغربية، رسمت الصحيفة الهندية صورة بلد متنوع في ملامحه، حيث يتداخل القديم بالجديد، والتاريخ بالمعاصرة، ليمنح زواره تجربة فريدة من نوعها تعكس غنى الثقافة المغربية وتعدد روافدها.