تواصل مدينة طنجة مسيرتها بثبات نحو تعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة الفيضانات الناتجة عن التساقطات المطرية الغزيرة، بفضل مشاريع البنية التحتية الكبرى التي يتم تنفيذها على أرض الواقع.
ففي الآونة الأخيرة، ومع تسجيل 50 ملم من التساقطات في بعض المناطق خلال الـ24 ساعة الماضية، كانت الآثار السلبية لهذه الأمطار أقل بكثير مقارنة بالسنوات الماضية، مما يعكس التحسن الكبير الذي شهدته المدينة في مجال تدبير المياه وتجنب الفيضانات.
ومن خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع الكبرى التي تمت بتنسيق محكم بين مختلف الفاعلين المؤسساتيين، تم تحسين قدرة المدينة على استيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه.
مشروع حماية وادي اكزناية على سبيل المثال، والذي بلغت تكلفته 150 مليون درهم، تضمن بناء قنوات مائية جديدة بطول 4 كيلومترات لتحسين تصريف مياه الأمطار في المناطق المعرضة للفيضانات.
ورغم التساقطات الغزيرة الأخيرة، التي تسببت في بعض الآثار المحدودة مثل تراكم المياه في بعض الأحياء، إلا أن التأثيرات كانت أقل حدة مقارنة بما كان يحدث في السابق.
كذلك، يستمر تنفيذ مشروع حماية حي الواحة بتكلفة إجمالية تقدر بـ 13.5 مليون درهم، وهو مشروع يهدف إلى تقوية شبكة الصرف الصحي وتحسين قدرة قنوات الصرف على استيعاب كميات أكبر من المياه. هذا المشروع يساهم في تعزيز قدرة حي الواحة والمناطق المجاورة له على مواجهة التساقطات الغزيرة بشكل أكثر فعالية.
وتظهر الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية بوضوح أن طنجة تمضي في طريقها نحو تعزيز صمودها، حيث قامت وكالة الحوض المائي اللوكوس باستثمار 0.5 مليون درهم لتطوير مشاريع إضافية تهدف إلى تحسين تدفق المياه في مجاري الأودية التي كانت تشهد فيضانات دورية.
كما أسهمت جماعة طنجة من خلال تنظيف أكثر من 100 كيلومتر من قنوات الصرف في عام 2024، مما ساعد على تقليل التأثيرات السلبية للتساقطات الأخيرة.
ورغم أن بعض الأحياء شهدت تراكمات مائية محدودة، مثل المدينة القديمة وحي الشرف، إلا أن هذه التأثيرات كانت أقل حدة بكثير مما كان يحدث في السنوات الماضية، حيث لم تتجاوز تراكمات المياه 10 سم مقارنة بـ 50 سم أو أكثر في الماضي.
ويعكس الاستمرار في تنفيذ هذه المشاريع وتحسين البنية التحتية لمدينة طنجة التزامًا قويًا بمواجهة التغيرات المناخية وتقليص المخاطر. كما تؤكد الجهود المشتركة بين الفاعلين المؤسساتيين، من جماعة طنجة إلى وكالة الحوض المائي اللوكوس، وصولًا إلى القطاع الخاص، أن طنجة تمضي بثبات نحو جعلها نموذجًا يُحتذى به في مجال تدبير مخاطر الفيضانات في المدن المغربية الكبرى.